الأربعاء، 17 سبتمبر 2014

الصورة التركيبية للحرية والقدر

الصورة التركيبية للحرية والقدر

 

-من ابصر ليس كمن رأى ومن فهم ليس كمن علم ومن قال ان الحرية والقدر متلازمان ,لزم عليه ان يبصرنا بما يقول او يفهمنا ؟

لا إجابة !

 

في العموم جل المسلمين ان لم يكن جميعهم يسمعون ان المسؤولية مناط الحرية ثم يرون اخرى فيظهر لهم عيانا بيانا ان القدر قد كتب فقد جفت الاقلام ورفعت الصحف !

 

وعندما يرى المسلم هذا التضارب الظاهر للوهلة الاولى فإنه يكتفي بحفظ القول ( ان القدر لا يعارض حرية الانسان ويسكت ) ,غير ان عدم وجود تصور ظاهر للحرية والقدر في الفكر الاسلامي قد فرق المسلمين في ثلاث مذاهب هي /

 

الفئة الاولى : تلحد من حيث لا تعلم , حيث تجعل الحرية اصلا وما القدر الا كتابا يسجل ما تفعله الحرية الانسانية ,حيث انني حر والحرية في تصورهم هي انني افعل ما اشاء وهذه الفئة تناست ان افعالها ونواياها محدودة داخل الزمان وان كل ما كتب هو خارجه !

 

غير انهم ما أرادوا الا ان يجعلوا الحرية مشعلا ينهض بالمسلمين حيث وضعوا كل قرارات الانسان بيده , من جهة اخرى هم حاولوا تحرير الانسان المسلم ليثبتوا مسؤولية الانسان وينزهوا الله عن بعض افعال العباد ,,

ومن جهة اخرى هم قد دفعوا بقدرة الله خارج الكون ,ومن جهة ثالثة ارعبوا الانسان حيث كل ما امامه مجهول لا مستقبل لا شي سوى السواد الذي ينبغي السير فيه بمشعل من نور واعلى درجات ذلك التطرف هو انكار المستقبل الاخير وهو يوم القيامة !


وهنا نقف لننتقل الى الفئة المضادة لهذه النظرة وهم الجبرية حيث يرون ان لا حرية للإنسان وان الله يسيره من حيث علم ام لم يعلم وقد عانى المسلمون من هذا الجبر حيث يزني الزاني ثم يقول قدر الله , ويسرق السارق ويقول قدر الله وبعضهم نام في منزله واردف قائلا (لو سعيت سعي الوحوش غير رزقي ما بحوش) ,وهنا نرى تراكما من الجهل المقدس الذي باسم الله يفعل وتنشأ الكوارث وينخر العجز والكساد في جسد الامة لنكوص اهلها على اعقابهم , اما عن الاشعرية فقد قالوا قولا قريبا من الجبر حيث قالوا بالكسب وفسروا الكسب انه اقتران المقدور بالقدرة الحادثة من غير ان يكون له اثر فيها وعليه فما دام العبد ليس بفاعل ولا له القدرة المؤثرة في الفعل فالزعم بالكسب لا حقيقة له !

وقد قال الايجي في ذلك المراد بكسبه اياه مقارنته لقدرته وارادته من غير ان يكون منه تأثير وهذا ظاهر من عدم تصورهم الجمع بين حرية العبد والقدر المكتوب


الفئة الثالثة وهم اهل السنة والجماعة وهم اصحاب النظرة القويمة وهي نظرت المؤمن المعتدل , وهم القائلون ان القدر الإلهي لا يتنافى مع حرية الانسان ,,

حيث ان الانسان المؤمن يؤمن بالقدر ويعلم انه مسؤول , ولكن كيف يؤمن بالقدر المكتوب سلفا وبالحرية الانسانية ؟؟؟


عندما نعود الى الفكر الاسلامي الذي كتب ونمى ونوقش وازدهر كفلسفة وجدل نرى ان الفلسفة الاسلامية وخصوصا الفقهية منها لم تطرح تصورا واضحا لمسألة القدر وحرية الانسان والفكر الاسلامي يهمني وحده من جهة ان الافكار التي تنشط فيه وتفعل يبنى عليها الشارع المسلم حيث ان كل المفاهيم والمقاصد والاحكام تنعكس على المسلمين فيتشربونها ويستبطنونها في حياتهم اليوميه ويعملون بها من حيث ادركوا ام لم يدركوا , نعود الى بعض اعلام اهل السنة لنرى هل فهموا ذلك ام علموه واكتفوا ؟وهل علمهم من دون تصور كان كافي ؟

 

ففي مدارج السالكين اورد ابن القيم رحمه الله فصلا فيه على الجبرية قال فيه :

أحدها : من إثبات عموم حمده سبحانه ، فإنه يقتضي أن لا يعاقب عبيده على ما لا قدرة لهم عليه ، ولا هو من فعلهم ، بل هو بمنزلة ألوانهم ، وطولهم وقصرهم ، بل هو يعاقبهم على نفس فعله بهم ، فهو الفاعل لقبائحهم في الحقيقة ، وهو المعاقب لهم عليها ، فحمده عليها يأبى ذلك أشد الإباء ، وينفيه أعظم النفي ، فتعالى من له الحمد كله عن ذلك علوا كبيرا ، بل إنما يعاقبهم على نفس أفعالهم التي فعلوها حقيقة ، فهي أفعالهم لا أفعاله ، وإنما أفعاله العدل ، والإحسان والخيرات . 

الوجه الثاني : إثبات رحمته ورحمانيته ينفي ذلك إذ لا يمكن اجتماع هذين [ ص: 88 ] الأمرين قط أن يكون رحمانا رحيما ويعاقب العبد على ما لا قدرة له عليه ، ولا هو من فعله ، بل يكلفه ما لا يطيقه ، ولا له عليه قدرة البتة ، ثم يعاقبه عليه ، وهل هذا إلا ضد الرحمة ، ونقض لها وإبطال ؟ وهلي صح في معقول أحد اجتماع ذلك والرحمة التامة الكاملة في ذات واحدة ؟ . 

الوجه الثالث : إثبات العبادة والاستعانة لهم ، ونسبتها إليهم ، بقولهم " نعبد ، ونستعين " وهي نسبة حقيقية لا مجازية ، والله لا يصح وصفه بالعبادة والاستعانة التي هي من أفعال عبيده ، بل العبد حقيقة هو العابد المستعين ، والله هو المعبود المستعان به.

ويقول في موضع اخر :

الفعل وقع بقدرة الرب خلقا وتكوينا كما وقعت سائر المخلوقات , والله خالق الفعل والعبد فعله وباشره والقدر الحادثة واثرها واقعان بقدرة الرب ..

 

ابن القيم رد على من قال بالجبر لكن بدون خارطة تصور لفهمه لذلك ,لكنه اثبت بالدليل القاطع حيث جعل رحمة الله وحمده وعدله في ذاته صفة تلزم ان لا جبر على المسلم وان الله اثبت افعال العباد الحرة في عدة مواضع في القران , والان لنرى قول اخر لنعرف اين وصل مفهوم القدر لدى المسلمين

 

وفي كتاب المختصر في مسائل القضاء والقدر ل وليد ابو كمال حيث يرد على مسائل الجبر من عدة اوجه واستنادا الى عدة اقوال منها قول ابن حنبل ( انما نقول يضل من يشاء ويهدي من يشاء واسم الله الجبار حيث جعلهم مريدين لما يريدون دون اكراه !)
وقال المؤلف في موضع اخر :ان زعم الجبرية في ترك الاعمال يعارض صريح القران ,وقال ان زعم الجبرية ان كل شئ خلقه الله فقد رضي واحبه باطل ويورد ادلة واحاديث بدون ان يورد تصورا يضع القدر والحرية في تكامل واترابط

وبحثت عن اقوال اهل الكلام ولم اصل الا الى تصورات ملخصها ان الافعال والاعمال كلها مستندة الى الله من جهتين هما :جهة ايجاد العلل ومن جهة اعطاء الوجود والقدرة الى كلشئ ..

 

اختصارا ينزع اهل السنة والجماعة الى ثلاث حقائق في نظرهم للقدر والحرية غير انها غير مسلمة من الجهة الثالثة وهي قولهم /انه يجب الايمان التام بالقدر دون طلب الكيف والسؤال عن الكنه فالتسليم من غير فهم من اعظم اسس الايمان !!!

وهنا مربط الفرس ؛حيث ان عدم وضوح الرؤية القدرية في الفكر الاسلامي جعل الفرد المسلم في شتات بين قدر الله وما شاء فعل والعجز والتهاون والتواكل في انتظار ما يضعه القدر وهذا نراه حتى بين ابناءنا الطلاب ,فحين نقول له لماذا رسبت في المادة ؟

 

يسدد لنا تلك الكلمة القاضية: (قدر الله وما شاء فعل) , ولا نملك في افضل الاحوال الا ان نقول له :صحيح قدر الله وما شاء فعل لكن لو اجتهدت لكانت نتيجتك افضل !

وحتى في حديثنا معه يصيبنا البرود حيث ان ما قاله ابننا هو عين الصواب !

فقدر الله وما شاء فعل , نعود لذكر المسلمة الثانية لدي اهل السنة وهي / الايمان التام بقدرة العبد على الفعل من جهة السبب وهذا صحيح ومن لا يقول به فقد وقع في الجبر الذي هو حيد عن الصراط المستقيم , والمسلمة الاولى /هي ان افعال العباد مخلوقة فكل فعل للعباد هي من خلق الله وهذا ايضا ركن قائم لا مراء فيه ...

 

-نخلص اذن بعد ان لخصنا موقف اهل السنة الى ان مفهوم القدر كثيرا ما يشوش على رؤية الفرد المسلم وهذا يداخل مع همته ومسؤوليته واتخاذه للقرارات ورؤيته للحياة وتعامله معها , وكذلك مؤثر من جهة عدم استيعاب المسلم الصورة التركيبية للمسؤلية والقدر فالكثير من المسلمون يقفون ازاء الاحداث الجارية موقف سلبيا فمنهم من ينتظر المهدي وبعضهم ينتظر انقلابا هنا وهناك فتمسك السلطة المسلمة الحكم ثم يسود العدل والرخاء واخرون يتهاونون في واجباتهم ومسؤولياتهم حتى ان الصبية الصغار قد شربوا ذلك مع حليبهم فعندما يخطئ الطفل يترك فهو طفل وقد قدر الله وما شاء فعل وما اراده الله سيكون فالصالح صالح والطالح طالح , وكذا ايضا على مستوي الامة فحين نرى سوريا تتهاوى فكثير منا ينزع منازع خطيرة حيث يقول البعض نحن مسلمون وسوف ينصرنا الله !!


ويقول قد قال تعالى (ان جندنا لهم المنصورون) ؛ الفأل طيب والوعد حق ؛ لكنك يا مسلم قد اقتطعت هذه الآية بمعنى اخذت جزء من كل , اين ( واتيناه من كل شئ سببا فأتبع سببا ) اين ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ...) اين (قل هل يستوي اللذين يعلمون واللذين لا يعلمون ) اين (وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستحلفنهم في الارض ) اين اين اين .....

 

والسؤال ايضا :كيف ينصرك الله ؟كيف يعي المسلم نصر الله له ؟

كيف وهناك رسل قتلو ؟

أليست الرسل اعظم واجل عند الله من الافراد المسلمين ؟

واخرون ينامون ويتكاسلون في عملهم وفي طلب رزقهم وعندما تسأله لما الكسل ؟

يقول (لو تجري جري الوحوش غير رزقك ما تحوش )!
- وبعد ؟

 

من هذا المنطلق وهو تفعيل المسؤولية في المجتمع المسلم من خلال كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وافعال صحابته فإنني ازعم انني بلورت أي اوضحت وازلت الغموض وجعلت القدر والحرية في تركيهما اكثر وضوحا وهذا ادعى لاستنهاض الامة واعادة تفعيل مفهوميتها الفكرية من خلال التجديد الديني والفكري الذي ينبع من القران الكريم وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم  ,والافراد في الامة هم عمادها وقاعدتها التفاعلية الاساسية حيث عليهم ان يغيروا ما بأنفسهم من وهن وسخط ذلك ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ,

وهذه النظرة التي سأتحدث عنها هي نظرت ابن الخطاب من قبلي والتي اعطى فيها قاعدة اساسية لـ-تركيبة الحرية والقدر , وسأحاول جاهدا ان ابسط  هذه النظرة العمريه من دون ان اخل بتصورها اسأل الله التوفيق والسداد .

 

***

-هل قدر الله ان اكتب هذه المقالة ؟

-ام ان حريتي وارادتي التي وهبني الله اياهما هما من يسرا لي كتابة المقال ؟

-ام ان ارادتي وافقت ارادت الله ؟

-ام ان الله قد سيرني في قدره من حيث لا اعلم ؟

-ام ان ارادتي فعلت احدى اقدار الله المتاحة امامي ؟

بمعنى ان لي حرية مطلقه في ان افعل كل ما قد قدر سابقا أي ان القدر الذي وضعه الله هو اقدار وما الانسان إلا حر وهبه الله اختيار طريقه ,فأنا عندما اكون في الظهيرة في المنزل من الصحيح انني حر لكن كل هذه الحرية معدودة من حيث ارادة الفعل ومحدودية الزمان والمكان ,فلا يمكنك ان تكون في الطائرة الذاهبة الى باريس في لحظة بإرادة الذهاب ، ولا يمكنك ان تكون في مكانين في وقت واحد وكذلك الحال مع الزمان , لهذا نستطيع التنبؤ ببعض حالات الانسان المستقبلية اذا اضفنا قدرة الله على معرفة ما بالصدور فهكذا يكون المستقبل قد كشف من حيث الارادة , لكن اذا حملنا الغيب من جهة الله فإن القول الحق هو ان الله خارج الزمان وهذا يقتضي جعل الماضي والمستقبل والحاضر جميعه معلومة كخط على ورقه !

 

-اذا سلمت بأنني حر وان الله قد قدر كل شي وكنت في موقف في شارع عام وكان امامي ثلاثة طرق لا غير تؤدي الى المنزل فإنني أسأل نفسي تساؤلا أي الطرق اختارها لي الله ؟ وهل لإرادتي قدرة على مخالفة او الخروج عن قدر الله ؟

انا بهذه التساؤلات قابع في العقلية التقليدية التي تعاني من التشويش حيث ارهق نفسي من دون ان اصل الى جواب ...

لكن الجواب في رأيي هو "ان كل الطرق الثلاثة التي امامك هي كلها من اقدار الله ", وانا سواء اخترت السير في الطرق الاول او الثاني او الثالث فكلها اقدار قد كتبها الله !
فأنا صاحب الفعل وكل نتيجة تراها سواء اصطدمت سيارتك في الطرق الاول او وصلت متأخر عن طريق الطريق الثاني او قابلت صديق قديم في الطريق الثالث كلها اقدار الله وجميعها قد وضعها الله في كتابه, وكتابة الله للاقدار لا تنافي ارادتك , 
وهذه النظرة تدخل في واقعنا المعاصر فبؤس المسلمين وضعفهم واستيلاء السلاطين على الحكم منذ بداية الاسلام كل هذا اتى بقول هذه ارادة الله !

وغير انه لو خرج احدهم على السفاح العباسي او عبيد الله المهدي الفاطمي ثم قتلهم واستولى على الحكم ان ذاك لكان ذلك ايضا من قدر الله وارادته ،ولا ننسى تكريس معاوية بن ابي سفيان للجبر السياسي الذي تحول الى جبر اجتماعي على جميع الاصعدة وقد استخدم ايات واحاديث كثيره منها حديث رسول الله الذي نقله عن المغيرة وهو الذكر اللذي يقال بعد كُل صلاة وهو( لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت ....) وهنا كرس معاوية في عقلية الافراد المسلمين الجبر من حيث لا يشعرون في خطبة وكل منبر فقد اعطاه الله ولن تمنعوه وقد اخذ الله من الفئة الاخرى الحكم ولا معطي لهم !



لهذا علينا ان نعي ان تحركنا ونشاط شباب الامة سينطلق بنا من الذل والتشرذم الى قدر الله من العز والتمكن الذي هو ايضا من قدر الله .. 

لهذا يمكن ان نعرف القدر بأنه ( كل ما فتح للعبد من اقدار معلومة من جهة العالم سبحانه ومفعولة من جهت العبد )

فحيث ما نولي وجهتنا فإن الله يعلم وجهتنا ويعلم ماتحدثنا به انفسنا ويعلم نهاية طريقنا الذي اخترناه ,وهذه النظرة نجدها مستوعبة لدى بعض صفوة صحابة رسول الله حيث ادرك اولئك المعنى بدقة متناهيه وهو كما اوردناه ولم يفهمه اخرون مع انهم علموه , فحديث عمر بن الخطاب لأمين هذه الامة ابو عبيده وجداله مع المهاجرين والانصار في دخول الشام حين حل بها الطاعون يدل على عدم وضوح الرؤية لدى بعض منهم الا ان عمر صاح لأبو عبيده قائلا/ نهرب من قدر الله الى قدر الله - ثم اردف لو ان غيرك قالها يا ابو عبيده !

وهذه الكلمة الاخيرة فيها محبة لأبو عبيده نور الله قبره ورزقنا صحبته وفيها تأنيب حيث على من هم بمثل قامة ابو عبيدة ان يدرك هذه المسألة وهي ان كل ما امامنا من طرق هي من اقدار الله .

 

-ولأننا نحن المسلمين متخلفين لم نعد في طليعة الامم المتقدمة وذلك عائد علينا حيث اننا لم نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله قدره الذي هو نتيجة لتخلفنا وسنظل متخلفين وفي قدر الله مالم نغير ما بأنفسنا ولإن قمنا ونفضنا عنا غبار الذل لنصعد في الارض ونكون في اسمى مراتب العبودية فسنكون ايضا في قدر قد كتبه الله .

 

-التوفيق والاستخارة /

وما الدعاء بالتوفيق والاستخارة الا تجلي لهذا المفهوم حيث عشر اوعشرون طريقا قد قدر امام العبد ان يسلك احداها وما سؤال التوفيق من الله الا معونة وهداية يرشدنا بها الله لأفضل اقداره .

 

-الملكين الذين يسجلان اعمال الانسان /

وما الملكان اللذين اوكلهما الله لتحصيل ذنوب عباده وطاعاتهم الا ملكين يسجلان اختيار العبد لأحد اقدار الله التي فتحها على العبد

 

-التدخل الالاهي /

هل معنى ذلك انه لا تدخل إلاهي ؟

كيف يمكن القول بذلك وجميع الطرق المتاحة امامك كلها من صنع الله ؟؟

 

لهذا فأن تدخل الله وتسييره لعبده مؤكد كأن يرد عنه حادث او مرضا مميتا او يصيبه ببلاء ليختبره حيث التدخل الالاهي حاصل بمقتضى القدرة والحكمة , وكأن يوسع له في رزقه وان يطيل في عمره بسبب انه وصل رحمه كما في الحديث , وكل ذلك من التدخل الالاهي سواء علم العبد بذلك ام لم يعلم وايضا من الفروض الالهية التي ليس للعبد دخل فيها كأن يختار والديه والعصر الذي ولد فيه ويوم مماته وكل ذلك هي من التدخلات الالهية الملزمة والثابتة للإنسان وهي في ذات الوقت لا تنقض حرية العبد على العمل وطلب النصر والخطأ والهزيمه .. وما ذكر الله ان الكافر يكله الى نفسه الا قصد منه ان الله قد جعل امامه اقداره المقدرة وتركه يهيم فيها لاعون منه يهديه ويوفقه ولا مدد وهداية يرسلها اليه لانه اختار الكفر علي الايمان وكذا كان رسول الله حيث كثيرا ما تعوذ من ان يوكل الى نفسه .

 

-في نهاية المقال ادعو جميع المؤمنين ان يجاهدوا انفسهم ليتحصلوا على الحرية الحقه التي هي جزء من القدر الالاهي حيث جميع الاعمال والافعال والنوايا هي من اقدار الله وما العبد الا مخير داخل هذه الاقدار المتاحة امامه , وانني ما اردت بهذا الايضاح الا تحرير عقلية المسلم وتبيان ما رأيته مشكلا عليه ومشوشا في ذهنه  وذلك ادعى الى ان يتحرر من اوهامه وتهاونه وان يمسك بزمام حريته وان يستشعر عظم مسؤوليته , وانني شخصيا بعد تأملي في هذا الايضاح للقدر ورؤيتي له تبدلت نظرتي لكثير من الاحداث اليومية في حياتي واحسست بحمل اشد احكاما علي من حيث شعوري بمسؤوليتي ولا اظن شخصا سيقرأ هذه المقالة ويعيها ثم لا يتبدل من نظرته  شيء تجاه حياته التي بين يديه اسأل الله لي ولكل مؤمن النصر والفلاح .

تويتر:e_3badi@

 


الجمعة، 5 سبتمبر 2014

العقل العملي والنظري لدى طه عبدالرحمن

يؤلب البعض على مولانا طه عبدالرحمن لجعله العقل النظري معتمداً العقل العملي وليس العكس ،لأنه يفهم العقل بشقيه المصطنعه على الطريقة الغربية غير ان تركيبة أفكار طه ومفاهيمه متباينه عن نظيرتها الغربيه

ففي كتابه (سؤال العمل)
يبدأ طه بالسؤال /كيف هو العمل ؟
ويجيب بأن العمل في تحديد حقيقته النظريه لاتكفي الاحاطة بغرضه لأن العلم بهذا الحقيقه لا يراد لذاته وانما يراد لغاية اهم وهي بالذات ممارست هذه الحقيقة عينها ،،
 
ويُردف طه بأن العقل النظري الغربي له حالتان:
الاولى: حاله/ النظر المجرد >> الغاية/المعنى لذاته
يقابله
حاله/الشغل >> الغاية/المنفعه

اما لدى مولانا طه
فالحالة واحده وهي/عمل بسلامة المعنى >> الغاية/التقرب الى الله ..

ولاحظوا ان "السلامة هي الشق العملي من الصدق" ،لهذا يستبطن طه النظر في داخل العمل او لنقل يجعلها مرادفة له لأن الأصل
ان العقل هو عبارة عن إدراك القلب للعلاقة القائمة بين الأشياء - بمعنى ان العقل احدى ادوات القلب وليست كلها - وان القلب يدرك الاشياء ليس بالنظر فقط بل بجميع قوى الادراك مرة واحده كالعين والاذن والشعور والذاكرة والطموح والمشاعر وايضا يجعل طه عبدالرحمن في مقابل الجوارح الخارجية الجوانح الداخلية التي يجمعها القلب وهي تقوم بنظير ما تقوم به الجوارح، ويستند مولانا طه على القرآن حيث لم يأتي قول العقل مجرداً بل جاء كفعل ،وان غاية الدين الاسلامي ليس معرفة الكون لذاته بل معرفة المكون الاعلى سبحانه ومعرفة المكون الاعلى هي عبادة والعبادة لا تكون الا عملية !

ولهذا فإن :
العمل يقف على النظر في (الفلسفة الغربية) ،وقد يوقف العمل متى ارتفع مقتضى النظر فيه
بينما النظر واقف علي العمل في (الفلسفة الاسلامية) ،وقد يوقف النظر متى ارتفع مقتضى العمل به ،،

ويضرب مثال علي ذلك في مشروعة الفلسفي الإبداعي فقه الفلسفة بـ التعبد ليقول :

فأصحاب النظر على مقتضى الفلسفة الغربية يجعلون العبادة تدور علي معنى التقوى والتقوى ترد الى معنى العدل -وبذلك ينقل طريق التعبد(العملي) الى طريق التخلق(النظري)- ثم يرد معني العدل الى العدالة الاجتماعية -وبذلك ينقل طريق التخلق الى طريق السياسة وهما متباينان- فهو بذلك في دوامة من نظر الى نظر ، فليس الدخول في العبادة هو الذي جعله يأتي فعل التقوى ولا فعل التقوى هو الذي حمله على إقامة العدل ، وانما النظر في العبادة هو الذي افضى به الي النظر في التقوى وهذا بذلك ادى الى النظر في التقوى ،

واما في المجال الفلسفي الاسلامي فالتعبد يؤخذ بحسب مقتضاه العملي فتقدم إقامة العبادة على التفكر فيها والتفكر في العبادة مشروط بإدائها ، بحيث لا فكر الا مع العبادة فهنا تنقل المعاني الدينيه من مستوى النظر العقلي الى مستوى العمل المعاشي ومن مستوى العمل المعاشي الى مستوى العمل المعادي ،

وهنا الفلسفة الاسلامية أفضل من جهة أن حسه العامل بها الواقعي أشدُّ اذا لا حكم عنده بغير شاهد حي ولا عمل بغير تغتغل فيه ، وهنا الادراك أوسع اذ العمل الذي ينزل هذا المتعبد مراتبه يفتح له أبواب في المعرفة تظل موصدة على الواقف عند الفكر النظري وحده ونظره العقلي يكون أسلم ، اذ الفكر الذي لا يقيده الصلة بالواقع والعمل يجوز ان ينفلت منه الزمام في عالم من الاوهام




اما عن الدين فقد عرفهُ طه/ بأنه عبارة عن طريق في العمل يصل المرئي بالغيبي وصلا يمكن الانسان من اقتحام عقبات الحياة علي الوجه الافضل ..
ولهذا جعل طه عبدالرحمن العالم المسلم لا ينظر الي العلم علي انه مجرد بناء نظري فقط وإنما ينزله منزلة العمل وذلك لسببين :

احدهما/ ان التفكير في العلم هو من اعمال القلوب ، ولا يتوسل فيه بحركة خارجيه ملحوظة ، ولما كان التفكير قلبيا صريحا وجب ان يلتزم بالقواعد الاخلاقيه التي تضبط السلوك الباطن كتلك التي تضبط #أعمال القصد والصدق والاخلاص والخشية والخشوع

والسبب الثاني/ ان العلم عمل انساني يهدف الي انتاج المعرفة والوصول الي حقائق ، ولما كان العلم عملاً انتاجيا يتوسل بإجراءات معلومة ويتخذ اهداف مخصوصه وجب ان يلتزم بالقواعد الاخلاقية التي ترسم حدود السلوك الظاهر ؛ وشاهد ذلك ان العلم في الممارسة الاسلامية نوعين : الاول العلم النافع في مقابل العلم الضار
والثاني العلم المستعمل ؛والمراد به العلم الذي ثبت استعماله علي مقتضى هذه القواعد واما مقابله وهو العلم الذي لا يعمل به فهو منهي عنه ليس يطلب لذاته 

اخيرا نتبين أن طه عبدالرحمن يجعل العمل هو الأصل وذلك في المعاني الروحية والدينية والإنسانيه ،بينما يرى ان المعرفة العلمية المجردة والمحايده تدعو الى الوقوف علي الاسباب التي النظر فيها مقدم على العمل لأنها تخضع للظواهر الطبيعيه ولكن نظر ليس وراءه عمل ينكر العمل به .


الأربعاء، 3 سبتمبر 2014

تهافت العلمانية في الفكر والواقع


بسم الله الواحد الأحد



في خضم سحل التحديات لخاصرة الاسلام وقلبه إبتداء من نار التتار التي ادخلت العرب والمسلمين في غياهب الألم ومروراً بالاستبداد علي ايدي العرب انفسهم لأنفسهم في ظل دولة قد جعلت العسكرية والجندية وحفظ النظام هو في اعلي سلم اولوياتها عانى المسلمون تبعات كثيرة فتت في عضدهم وآلمت طموحاتهم تجاه بزوغ شجرة الإسلام الحقيقية التي رعاها رسول الله  وتشببت في عهد صحابته الخلفاء الراشدين إذ إن الإسلام كما نقرر هو دين ورؤيهالا انه ابتداء من بني امية طوى الخلفاء ذلك المعنى ليصير الاسلام دين ودولة ودين خادم وليس مخدوم من الدولة مروراً ببني العباس فالقرامطة والطولونيون والصفويين وفي الغرب لدى الموحدين والمربطين والمرينيين قد تهالك صلب الاسلام وجوهره الحقيقي في ماعدا شذرات من تلك التواريخ خصوصاً علي مستوي السياسة , ومنذ عهد صلاح الدين لم تقم للعرب قائمه ولم تتوحد صفوفهم سوى لفتح بعضهم بعضا ، غير انني ما اردت بذكر ذلك الا لتبيان تنازل روح النهضة في الامة حتى وصلت الي احط عصورها ليغزوا بعضهم بعضا كما فعل بنو الاحمر في الاندلس ..
ولنرى ان المسلمين قد تجمدوا في فكر متصلب او جبرية معطله ولضمور العقل المسلم واعتماده علي الحفظ ولانكساره وتصدع بعض من اركان كروح التجديد والاستكشاف وروح الاختلاف الاجتهادي وانقلاب السياسة لتكون حملاً على المسلمين انفسهم خبا ضوء الاسلام كنظام وفكر شيئاً فشيئاً وساعد في ذلك خروج الافكار المناقضة لصميم التوحيد في العالم الغربي كالإلحاد واللا ادريه والتي اصطحبت في صعودها كماً هائلاً من العلوم المادية التي منبعها منطق مادي خالص كالفيزياء والكيمياء والصناعات تطبيقاً لها ، وكان في جوهر تلك الانطلاقة التي اتت من الغرب فكرة #العلمانية التي تخلصت اوروبا بها من سطوة القساوسة وحررتها واشتد عود هذه الفكرة حتى قوي ولم تزل علي ذلك الاستقواء لأنه رافقها علم نقدي تفجر في اوروبا وساند هذه الفكرة التربة الخصبة التي ابتعدت عنها العلمانية وما ان قوي هذا العود حتي تبين انه شجرة كبيرة لا جذور لها فالصيرورة طريقها والرأي النفعي ولذة هوى هو صوتها الا ان هذه الشجرة كان لها تربة طيبة وهي التي غذتها كالأخلاق ووضوح الطريق والهدف وطول الامل والجو الروحي التي ترعرعت فيه العلمانية الا انه وبعد ان تزحزحت العلمانية وبلغت شأوها في العظمة حينما ولدت افكار ونظم وقوانين كثيرة جليلة بدأت هذه العلمانية في التهافت علي مستويين منها علي الواقع الحاضر ومنها علي مستوى التنظير والفكر ولي الحق ان أزعم ببدء افولها واتجاه شمس العلمانية المحرقة للمغيب ونورد علي ذلك عدة شواهد وادلة نوضح فيها تهافت العلمانية وبدأ سقوطها علي مستوى الفكر والواقع اما على مستوى الفكر فنبدأ بما يلي :
اولاً /نشوء فلسفات وأيدولوجيات عدمية وعبثية وإمبريالية كالنازية والتفكيكية ؛
فبعد ان تشربت اوروبا العلمانية وثملت فرحاً بانطلاقها الحر وابتعدت عن اركانها الثابتة ونصبت الانسان مكان الاله وتغطت برداء العلمانية الذي يخيل الي الانسان دفئه الا انه ذا خرق كثيرة وقد سبب ازمة كبرى كونه مقلوع الثوابت يصير ولا يتوقف معتمداً على العقل في ذاته الا ان العقل العلماني المادي لم يتساءل 
هل هذا العقل قد إعتمد علي نشوئه بنفسه ؟
ولم يتساءل هذا العقل عن حظوظ النفس وارادة الهوى الانساني ؟
وان الهوى هاوية لا قهر لها ففي كل لحظة في الهوى ستصير الى مالا نهاية عند ذلك الحال من التعقل زادة الانا في النفس وانفتحت الاهواء لدى النازية وعندما عاد هؤلاء القوم الى انجيلهم العلماني لم يجدوا ثابتاً يمكن ان يردعهم فالنسبية هي الحقيقة الثابتة الواحدة والقوة في سفرهم الثاني لنيتشه هي الحق فكانت الطامة الكبرى بأن تبدى الوجه السيء البشع للعلمانية وما اسهل تبديه فلقد اعتمد علي جميع مقومات العلمانية في العصر الحديث كالتقدم والعقل والفردية والمصلحة وهوى النفس والعلم والقوة وهكذا مات اكثر من ٥٠ مليون انسان في حرب لم تأخذ في حسابها العقلي ولا في ضميرها الجمعي سوى النصر فلم يؤخذ في حسابها ( الخيانة ولا الغل ولا الغدر ولا التمثيل ولا قتل الاطفال ولا الشيوخ ولا النساء ولا الشجر ولا الحيوان ولا اهل الصوامع في صومعتهم )
كل ذلك كان عندما تخلى الانسان عن مكانه الصحيح ورؤيته التي فطر عليها وهي عبادة الواحد الاحد وانه غاية في ذاته وكل ما دونه وسيلة اليه ...
وهكذا كان نشوء الأيدولوجيات الحمراء والحروب الثقافية التي امتلأت كذباً وزوراً بين الروس والامريكان حينما حاول كل منهما ان يفرض فكرته علي جبال من الكذب والقهر علي دول المحور وعلي رأسهم المانيا ولم يسلم من ذلك العالم الاسلامي ذلك وكل هذا في سبيل قهر كل منهما للأخر مع كون كلاهما علماني الا ان خلفيته الاقتصادية مختلفة وتساؤلنا في ذلك
ما كل هذ الحرب مع ان قاعدتمها الارضية واحده وهي المادية"العلمانية" فماذا ان كانت هذه الثقافة مختلفة عنها كلياً في الاهداف والرؤى والطريق ؟؟
هل ستُترك لتترسخ جذورها ام ستحارب علي قدم وساق ؟
من بعد ذلك العرض لايدلوجيا النازية علي سبيل المثال وغيرها كثير كالصهيونية والفاشية والانبرياليه الأمريكية ..
ونعرض للفلسفة فإنبجاس فلسفة التفكيك في الغرب انما هو نابع من رقة الارض الغربية من حيث تفتت الايمان بالإله ونقص الامل واحساس اصحابها بالاغتراب وهم في رحم اوطانهم وما هذه الفلسفة الا بادرة من بوادر التصدع العلماني الغربي فكيف يمكن للجنون ان يصبح فلسفه ؟
فالتفكيكية الدريدية هي ان تقول جنوناً وتخبر الاخرين بذلك الجنون محاولاً ان يمارسوا الجنون نفسه ، فقد حاول دريدا ان يقوض كل ثابت بدافع الاختلاف والتجدد ويبدوا انه لم يرد ان يكتشف انه ثبت نفسه بحيث فكك كل شيء ولم يفكك فلسفته ، وهذه الفلسفة قائمة على اللانهاية في السبر وهدفها اخراج تناقض اي نص يقع بين ايديها ، اوليس في ذلك احساس بالضياع في الحياة ؟ اوليس في ذلك خوف؟
فهذه الفلسفة تحاول تجريدنا من كل ايمان وحتي علي مستوى المعاني ليس الدال يدل علي مدول فحتى انت ربما لست انت ، واحمد ربما يكون حميدي !
والبقرة لم تعرف الا لأنها ليست بطرة او نقرة !!
فهي كذلك فقط لان ترتيب الحروف ومواقعها كذلك وعندما نعود الي القاموس سنجد ان البقرة حيوان اليف ذا اربع ارجل وهذا يحيلنا الي اليف وحيوان واربع ارجل !
وندخل في عملية تفسيرية لا نهائية لا تؤدي الى معنى ونرى ان دريدا وتفسيراته هو احد تبديات "تأليه الانسان" وانه يحق له التلاعب بالحقيقة كونه الإلاه ؟!
وهكذا ننتهي بهذه الفلسفة لنقول بأنها تعبير صارخ عن ضياع الانسان وعن كون العلمانية لم تعد تستطيع ان تنقذه وانه لابد من ايمان بالإله ايمان ذو ثوابت ورسوخ في الاخلاق لكي يتسنى لمن هم علي هذه البسيطة ان يعيشوا بسلام وان يستعيدوا بوصلتهم التي اضاعوها !
 وعندما نرى شوبنهاور في مقولته التراجيديه على البشر أن ينقرضوا لكي يريحوا الأجيال القادمة من عناء الأخطاء البشرية ،فهذه الفكرة التي قررها شوبنهاور بل كتابه وفلسفته التشاؤمية صار لها صدى واسع بعد الحربين الأوروبيتين ،وهنا ظهر سارتر ليكمل طريق شوبنهاور ويعلن أن على الإنسان ان يلغي المشاريع الحضارية الجماعية وان يستمتع بوجوده كفرد بعيداً عن الفعل الحضاري الجماعي !




ثانياً /انحسار المد الالحادي علي مستوى الفكر :
علي مستوى الافكار مقارنة بالقرن الثامن عشر والتاسع عشر الذي ظهر فيه الكثير من الفلاسفة الملاحدة العظماء كماركس وشوبنهاور ومن قبله عصر التنوير الذي حمل بذور الالحاد ومهد لهذين القرنين فطغى المد الالحادي وسادت اللاعقلانية الرومنسية في القرن الثامن عشر حتى غزا المسلمين في ديارهم فلقد عاد كثير من شباب البعثات العثمانية والمصريه بأفكار الحادية ولا ادرية في القرن التاسع عشر وكل ذلك دليل علي تنامي الالحاد وقد صرح بذاك فلاسفة مؤمنون ولقد عزز ذلك الالحاد بكل تأكيد سطوة العلمانية لتكون هي النظام الاول والاخر والظاهر والباطن ولكن مع القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين وتقدم العلم اكثر عدل الفكر الغربي عن جنونه بعد ان اكد العلم علي وجود الاله وتوصل العلوم له واقترابها منه ومع تلك المعارف العلمية بدأ انحسار الالحاد الى وقتنا الحاضر فبعد ان كان علي رأس علماء الالحاد علماء وفلاسفة بارزين كماركس وسارتر وانتوني فلو انحسر الالحاد وضعفت قواعده واصبح المنافح عنه اشخاص كريتشرد دوكنز وغيرهم وهذا ان كان يدل انما يدل علي تراجع الفكر الالحادي الذي هو جوهر في العلمانية حقيقي وفي هذا القرن وفي قلب اوروبا العلمانية لم يعد الالحاد الا في تناقص وهذا مما يساعد علي تقوض العلمانية وانهيار بنيانها ..
ولقد جمع لقاء بالأمس القريب مع استاذي الدكتور مسفر القحطاني بأساتذة ألمان ودار نقاش حول صدام القيم والتحول الحضاري ولقد اكد كبار السن من الباحثين علي مجتمعهم الالحادي العلماني وما لبث الا ان عبر الشباب الالمان بحماسة عن عودة التدين والرغبة العارمة بأن يؤمن المجتمع بأي طقس وما هذه العودة لروح التدين الا نبوءة باهتزاز صرح العلمانية وعودة الانسان الي فطرته والتي لن تكتمل الا اذا عاد الدين الى المجتمع كفاعل وليس كضمير خاص مجرد .
 
 
ثالثا/ انتهاء عصر التجديد والشروع في عصر الشروحات*:
فبدأ ببيكون في القرن السادس عشر القائل: من يبدأ بشكوك يصل الي قناعات , والذي بدأ في عهده الصعود الغربي ورسمت فيه الموناليزا  وخرجت فيه اصلاحات لوثر الدينية وكتبت فيه اشعار ومسرحيات شكسبير ومرورا بالقرن السابع عشر قرن العالم الألة الذي بدأت  فيه القوى الاوروبية العلمية والفلسفية تتصاعد ونيوتن قد وضع قوانينه ولويس الرابع عشر حيث ازدهرت فرنسا في عهده بالفنون والآداب وفي بريطانيا وضع جون لوك فلسفته التجريبية والقوانين الحقوقية وهناك في ايطاليا حيث اكتشافات جاليليو عالم الفلك الذي اعنته الكنيسة واتهمته بالهرطقة وانتقالا الي القرن الثامن عشر حيث عصر التنوير الاوروبي بقيام الثورة الفرنسية وحيث نقد فولتير الساخر المفكر الذي ما توانا في الانتقاد وحيث جان جاك روسو منظرا للحقوق والمساوات وحيث روح القوانين لمونتسكيو وحيث خرج فيلسوف الحدود كانط  ونزولا الي القرن التاسع عشر حيث المذهب الوضعي لاوجست كونت وقواعد المناهج العلمية الجديده كقواعد المذهب السوسيولوجي  لدى دوركايم حيث ولد الكثير من الفلاسفة الذين سيملؤون القرن الذي يليه كهيجل وماركس وفيورباخ ومؤسس علم الظواهر هورسل ومرورا بالقرن العشرين حيث حيث في الثلاثين نشاط النيشتويه  والبرغستونيه في الاربعينات والوجوديه في الخمسينات والهيجليه والماركيسيه في الستينات والبنيويه في الثمانينات
كل هذا كان امتداد لشعلة الاوروبية صاحبة حمى العلمانية الا انه في القرن الواحد والعشرين تنازلت تلك الافكار بشكل حاد وبدأت النظريات المتجددة تقل وتتنازل المعرفة لتكون شروحا او امتدادا للفلسفات السابقة او نقدا لها , وهذا ليس حصرا على الافول الغربي العلماني بل مرض عانى منه المسلمون قبلا فعصر الشروحات والركود العلمي لابد خطير فهو دليل سافر على استهلاك العقل العلماني في تبديه من جهة الغرب وانه بناء غلى ذلك الخفوت للعلمانية بأفكارها فإنه لابد من انطفاء كامل او شبه كامل لتلك الشمعة وذلك مرتبط بأن تتولد نهضة فكرية قادرة على ملئ الفراغ الذي سيحدثه غياب العلمانية الشاملة في هذا العالم ولا نراه سوى في الشرع الحنيف ودين الفطرة ذو الثوابت الراسخة والاغصان المفعمة بالحياة لهذا فإن تنازل التجديد في الفكر الغربي دليل على بدء ذبول الحياة فيها ومن ثم موتها
 
رابعا /انقلاب المفاهيم على مستوى الفكر :
فإنقلاب المفاهيم علي مستوى الفكر هو علامة على افول الفكر الغربي وليس علامة على نضجه وهذا ليس ابدا ولكن دائما ففي الحالة الإسلامية وفي عصر الركود عانى الاسلام تبعات ذلك فحين يذكر التوحيد مثلا والدليل عليه يذهب الشارح فورا الي اثبات وجود الله عقليا وانه لم يعط العالم ظهره وذلك تأثرا بالفلسفة اليونانية وانحرافا عن معنى التوحيد الحقيقي ومع ذكره لبرهان وجود الله عقلا لا يتطرق الشارح الي التوحيد كقيمة مطلقة لفردانية الاله المنزه من الشركاء ولم يبنوا عليها الطريق كما فعل الذين عاشوا في الصدر الاول للإسلام ونأخذ مثالا اخر لتتضح الرؤية لننظر فبعد ان كان القدر هو مشيئة الله وارادة الانسان تطرف كثير من المسلمين ليقيدوا قدر الله ويطلقوا ارادة الانسان والعكس صحيح , غير ان ما علمه لنا الاسلام والرسول كان واضحا بأن جعل للقدرة الإلهية والارادة الانسانية موطن في كل انسان وان انحراف المعنى وانقلاب المفاهيم كان سببا ونتيجة لأفولهم الفكري , وكذا اهل العلمانية وخاصته بدأوا يعانون من ذلك وقد تبدى لي ذلك في  صور عديدة منها الانسان فلقد كان يعرف الانسان وانه مكرم على هذه الارض وسيدها ولكن هيهات  فلقد حطم الانسان المكرم على يد العلمانية ليتحول كخط كتب على رمال الشاطئ وتمتد البحار لتمسحه او يكون ميتا كما في فلسفة فوكو او هو جندر في تركيبه او حيوان في اصله كما يقرر داروين !
وايضا عندما يذكر الاله تتبادر الى الذهن الطبيعة بجميع تبدياتها أي الحلوليه او يقفز الالحاد ليجعل الصدفة واللاحقيقة هي الاله وتبدل مفهوم الانطلاق الاول في عصر التنوير حيث كان التقدم نحو الاحسن للإنسان , والعقلانية قد انقلبت الي اللاعقلانية في كثير من اشكالها , والتقدم لصالح الانسان قد تفكك ومازال لصالح الانانية وكذا هي اللذة والمنفعة المتمركزة نحو الافراد بذواتهم او لأمة دون غيرها وعلى حساب جثث غيرهم لهذا فإن انقلاب المفاهيم لدى منظري العلمانية الي الضد او الغير-من حيث تبدل المعاني الى اسوأ- دليل على تهالك البناء العلماني وليست مسألة سقوطها سوى مسألة وقت وفلسفة بمثل حجمها او اقوى منها لتحل على انقاضه لهذا لا اتوقع ان تقع العلمانية بدون ان يجد العالم بديلا عنها في الواقع النظري والعملي
 
خامسا /سقوط بعض اركان العلمانية الاولى وانتفاء بعضها :
فالعلمانية ليست فكرة مجردة وعلى ارض الواقع تتداخل العلمانية حتى مع دواء المريض الى اكبر الاعمال واكثرها خطورة كالسلاح النووي صاحب ديانة القوة الركن الذي تطاول على جل اركان العلمانية لينتج مسوخا كهذا السلاح الذي تحمل دولة واحدة ما يكفي لتدمير الارض مرات عديده !
وإن هذا التفريط في تمجيد القوة انقلب على اهله وسيظل ينقلب ويذوقوا ويلاته كما في الحرب الغربية الثانية ولقد سقطت اركان اخرى كانت دعامة قوية للعلمانية ولو لم يصرح اهلها بذلك كالأخلاق فما عادة الاخلاق هي الاخلاق وما عادت اخلاق المسيحية متجذرة في قلوب اصحابها وما عاد نداء الواجب الاخلاقي الكانطي يسد ثغرة الاخلاق ومازالت الفلسفة الغربية مراعة لشدة دمار النفعية الفلسفية للأخلاق وما مبدأ اللذة عنها ببعيد فهي صلوات من يلحد بالله ورسله ومازال الفلاسفة الغربيون العلمانيون في هذا العصر يتسائلون بكل طاقاتهم :كيف يمكن تأسيس اخلاق ذات طابع الزامي غير ديني ؟
وهذا مالم يحصل فمركزية العقل النظري مصلحته والاخلاق اذا دخلت فيها المصلحة صارت نفاقا ...
لهذا فإن الاخلاق تصدعت وإنهار جزء كبير منها وما لحق بملايين البشر في العراق ولا في فيتنام ولا في افريقيا والهند الا تجلي لتلك الاخلاق المنحطة وما المثليين وما الشذوذ الجنسي عن  ذلك ببعيد ونذكر في ذلك قول امير الشعراء احمد شوقي :
وانما الامم الاخلاق ما بقيت ** فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
ولنوغل النظر لنجد ان السياسة العلمانية ممثلتا في الغرب قد او جدت قاعدة تنافي الاخلاق وهي ان الغاية تبرر الوسيلة  , وقد تبدى ذلك في كثير من بقع هذا العالم فالسياسة والسياسيون واصحاب المصانع الحربية يطبقونها على قدم وساق في سبيل مركزية مركزهم المزعومه ..
 
سادسا  /توقف انبهار البشر بالألة والتكنولوجيا ومقاربة السقف والطموحات :
القرن السابع الهجري قرن نيوتن بامتياز فلقد تفاءل الغرب بالعلم وقدسه وقد وهموا بآمل كثيرة وتوقعات لا نهاية لها حيث نرى ذلك في روايات عصر التنوير وما بعدها حيث ظهرت الروايات التي العلمية التي تتفاءل بالعلم والتقدم حيث عبرت عن طموح البشرية في ان يكتشفوا اصل الحياة وان يصلوا الى مجتمع اليوتيوبا السعيد وتماشيا مع القاعدة (ازدد علما لتقلص مساحة الجهل) ولكن هذه القاعدة كذبت نفسها بحيث ان كل زيادة في العلم ترافق معها شعور متزايد بالجهل!
ولم يكتشف سر الحياة أي من معامل العلم ومختبراته ولم يصل عمر الانسان ليكون ابديا سرمديا ولم يعرف بعد اين هو ماء الشباب ولا مدينة الذهب المفقودة ولم يجب الانسان عن جل الاسئلة الدينيه ولقد انقلبت الالة والعلم الي الضد والى خطر على الانسان في اوجه عديده بسبب انزاع البعد الالهي وانفصاله عن العلم فخرج لنا الاستنساخ ببشاعته والنووي بدماره والصواريخ بعنفها والتلوث البيئي وغيرها الكثير , لهذا وبعد ان علم الانسان ان مآل العلمانية جد خطير على الانسانية وعلى هذه الارض انقشعت اوهامه وانخفض سطح طموحاته الى درجة ان اقام جمعيات لمحاربة بعض اشكال التكنلوجيا كالتنصت وحماية البيئة وحماية الانسان من اشرار كثيرة على رأسا الاستهلاك , واننا نقف بإزاء العلمانية التي تنقض الفطرة وتفصل العلم عن الرحمة الإلهية والغاية الأرضية لنعيد انتاج فلسفة الفطرة فلسفة التوحيد الخالص لله الذي يجعل الرحمة لا القوة والعبودية لله لا التمرد عليه هي ديدنه وديانته
 
سابعا /افول الآمال الغربية التي ركبت موجة العلمانية وتطلع الشعوب المسلمة:
ان المتأمل في احوال الشعوب والمطلع على شذرات من اخبارها ليجد ان اصحاب الديانة العلمانية قد ذبل شعورها بمتع الحياة وتنتاب اناس منهم غير قليل سوداوية الحياة رغم انهم بكل المعايير العلمانية قد بلغوا شأو المتعة والرفاهية
وقد نتج عنها ان صرح رئيس الاطباء النفسيين بأكبر في اكثر الدول العلمانية رفاهيه وقال :هذا عصر الاكتئاب !
وحتى عندما نعود الى افكارهم تجد سوداوية كافكا وعبثية كامو وفي فلسفة ازدراء للحقيقة لدى نيتشه بينما نجد على شاطئ الايمان تطلع الشعوب المسلمة المنوطة بإظهار الحقيقة واحقاق الحق والعودة بالإنسانية الى فطرتها الاولى التي بتركها تاهت الانسانية في غياهب عبثية او عدمية ولنرى ايضا خوف العلمانيين وهلعهم من انتشار الدين في اوروبا وخصوصا ذلك الدين الذي يستطيع بكل جسارة ان يقتحم اسوار العلمانية ولكن ذلك يكون على ايدي المجتهجين والشجعان فقط ..
 
ثامنا /الوعي لدى الشعوب المسلمة وتصاعد الفكر الاسلامي ونقد الغرب للعلمانية :
فمنذ ان وطأة الخيل الازهر او منذ ان دخلت الاصلاحات العثمانية في الدستور بدأ المسلمون في استيعاب العلمانية وتفحصها فبادئ ذي بدئ كان جليا للعلماء المسلمين حرمة هذا النظام وتعارضه مع روح الاسلام وشريعته فبدؤ بتحريمه وتجريمه ولم يستطيعوا اكثر من ذلك من بعد ذلك اتت افواج من المسلمين منبهرين بالتقدم الغربي ليعلنوا ان العلمانية كانت هي السبب الاول في تقدم الغرب وتخلفنا ولم يواجههم العلماء بأكثر من تحريمه والتدليل على ذلك بالكتاب والسنة لقلة وعي المسلمين آن ذاك ومن ثم جاءت موجة اخرى من المثقفين متأثرين بالعلمانية وحاولوا ان يوفقوا بينها وبين الاسلام فانتجوا مسوخا مشوهة لاهي بالشرقية المبدعة ولا هي بالغربية المتقدمة وقد قام بذلك بعض العلماء المسلمين تأثرا بوطأة الحضارة الغربية واراهم فسهلوا بذلك تغول العلمانية الى داخل المسلمين غفر الله لهم , ومن بعد تلك الموجه اتت موجة اخرى حيث اخذت بعض اليات المعرفة وبعض اجزاء النظام العلماني كالحرية او الديموقراطية او البنيويه او الهيجلية وهذا تحسن جد كثير من ناحية الاطلاع على فلسفات ونظم جديدة تفتح افاق العقل وتوسع مداركهم ومع تراكم الوعي الاسلامي ظهر نقاد واعون لم يسلموا بانتهاء الابداع الانساني ولم يرضوا ان تكون اخر الابداعات هي ما صنعه غيرهم ولم يشاؤوا ان يدخلوا جحر الضب الذي تصارع على دخوله الكثير فانتقدوا العلمانية وصرخوا في سبيل اعمال العقل والتجديد في مفاهيمه لإنتاج فلسفة اصيلة تمثل امتدادا لماضينا العريق واصالتنا الثقافية ومن هنا كان وعي الشعوب المسلمة حيث وصلت الى مرحلة الانتقاد وتليها مرحلة الايمان بالإبداع الانساني فالعمل لذلك الابداع لنكون حضارة راسخة الجذور بديعة مؤمنه , وهذا إن كان فهو إمارة على وعي الشعوب المسلمة لتفادي العلمانية وخلق حضارة قادرة على مقارعة كل حضارة مادية  ...
والفكر الاسلامي او ما تسميها وثيقة كامبل : المنطقة الخضراء هي وحدها الخطر العظيم الذي على الفكر العلماني كما تقرر تلك الوثيقة , ونحن الان في طور جيد وهو طور الثورة المضادة والفكر الاسلامي في حراك رغم انه ليس بالمستوى المطموح اليه لكن الزمان كفيل بتراكم تلك المعرفة وذلكم التجديد ليظهر دين الفطرة الذي سيعيد لكل شيء نصابه ويبني على منجزات العلمانية ويأخذ مكانها ولقد استفاد جميع المسلمين والباحثين في الفكر من الفكر العلماني ومن انتاجيته العظيمة ولكن هذا لا ينفي احقية الفكر الاسلامي في اعتلاء كرسي النهضة الثقافية على مستوى العالم الاسلامي ويغير بعض المعايير العلمانية العالمية وفي ذكر نقد العلمانية من داخلها نرى العديد من النقاد وعلى رأسها نقد مدرسة فرانكفورت التي كشفت عن العقل الاداتي العلماني وكيف انه لم يعد يكفي باختزاليته قيادة العالم ولا اصلاح نفسه لذا كان لا بد من تجديده وليس من سبيل سوى ان تنقشع قبضة العلمانية عن هذا العالم .
 
 
وانا في ختام ذلك التهافت الفكري لم اقصد نقد العلمانية لذاتها بل لنفتح وعي الشباب ونحفز همته الى التجديد بدل التقليد والاعتزاز بالابتكار لا الانكار فحسب واننا على منوال استاذنا المجدد الفيلسوف طه عبدالرحمن نقول ان الامة المسلمة قد بلى عقلها ولحق الهوان بطلاب العلم فيها ولم يجب بعد عن سؤال لماذا تقدم غيرنا وتأخرنا ؟
ولقد تضاربت الاجوبة وتصارعت ولكأننا لسنا ابناء امة واحده فلقد جذبنا بعض ابنائنا الى الانسلاخ من ثقافتنا والتغرب كي نلحق بركب التقدم الغربي وهذا مما لا شك فيه دعوة جد رهيبه تنادي بالتقليد والتغرب عن ذواتنا وتقتل الابداع فينا ونحن نسعى بذلك الى فتح افاق الشباب المسلم وتجديد عقله باستعادة قوتين عقليتين فقدناهما منذ زمن بعيد وهما :القوة المفهومية التي تجعله يستقل بمفاهيمه وتصوراته والثانية القوة الاستدلالية التي تجعله يستقل بادلته ونصوصه واضيف قوة ثالثه هي قوة نقده وانني بإذن الله سأتبع هذا المقال مقال اخر ابين فيه تهافت العلمانية على ارض الواقع وذلك منعا للإطالة واكتفي بأوجه النقد النظرية هذه التي طرحت فيها رأيي بعد ان استدعى الواقع ذلك .
تويتر: e_3badi@



************
المراجع:
1-عبدالوهاب المسيري
2-احمد عبدالحليم عطية
3-حسين حنفي
4- طه عبدالرحمن
5-علي عزت بيجوفيتش