الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

شذرات حول الإسلام

شذرات حول الإسلام

"اذا كان الإسلام هو الإستسلام لله فكلنا مسلمون " #جوته

الإسلام هو القوة الأخلاقية والفكرية التي تفجرت علي بدو في قلب الصحراء العربية فأصبحوا خلال اقل من قرن قوة ضاربة في الأرض

انا لا اتحدث عن القوة العسكرية ،اتحدث عن جميع القوى الفكرية والمادية الحضارية ... ،يوجد في الاسلام الاجابات الشافية لأسئلة الحياة آسئلة الغاية والمقصد كل شئ واضح وهذا مالن تجده في اي فلسفة او دين آخر ،الاسلام شمس تسطع علي العالم ل ١٤ قرن من الزمان وما الحضارة الغربية الا كبقايا دفئ بحر أطلت عليه شمس صباح حضارات عدة كان ابرزها الحضارة الإسلامية ،فهل يوجد فلسفة صمدة لأكثر من الف عام ؟بكل قوة كما الإسلام !

في الاسلام الملائكة تسأل !
وحيث العقل يعمل ،وحيث الروح والجسد لا انفصال ..
أصدقائي هل يوجد اسلام حقيقي يطبق علي هذه الارض ؟
هناك وكاله تتظاهر انها تطبق الاسلام وهي ابعد ماتكون عنه وعن منهجه ،فهي مفرغة من الداخل يمكن ان يقال عن الس***** هي بالونة إسلامية تسر المغفلين ..

الاسلام هو مسيرة وليس سيرة فقط ،في الاسلام تراكيب صالحة لكل زمان ومكان ،في الإسلام الصواب قد يختلف عن الحق !
انه ليس تناقض انما هي ثنائية الإسلام الرائعه الإسلام دولة مدنية مسالمة لكنها تنبض بالقوة ..

صحيح ان في الاسلام كفار ومسلمون لكن هذا التصنيف عامل قوي للاخوة الاسلامية بين المسلمين فكون اهل الارض مابين مسلمين وكفار جميعهم تقريباً ,سيتبلور المسلمين ويتجمعون في مركز جذب واحد هو الإسلام ،اذا لم يوجد هذا التصنيف سيكون تجمعهم قومي او قبلي  او اي تجمع اخر ..!


يبقي السؤال الكبير لماذا يخفق الاسلام في قيادة النهضة ؟

جزء من الاجابة من وجهة نظري هي كالتالي:
يقع الاسلام الان بين ثلاث اطراف :
الاول؛ طرف علماني حداثي يحاول تجريد الاسلام من اصول شتى او يحاول الباسة لبس علماني كريه لايمكن ان ينطبق عليه وهؤلاء نحن  نختلف معهم في المنهج والغاية غالباً سواء كانت دينية او دنيويه وهؤلاء حرموا الاصول لذا لا وصول 

الثاني؛ طرف جامد عقلياً رجعي لا يرى الا الماضي ولا يتغني الا به ،انه لا يفكر ويتأمل في الاسلام انه يحفظ فقط !

الثالث؛ طرف لعين يلبس ثياب التقى والورع والتدين وهو فاسد مفسد وهؤلاء منتشرون بكثرة خصوصاً في هذه الفتره البائسة للمسلمين


الان علينا سؤال انفسنا ،كيف سيتقدم المسلمون اصحاب المنهج الإسلامي ،وهم يدارون من قبل شخص جامد عقلياً ،او شخص لم يفهم الاسلام ،اوشخص ثالث فاسد !؟


صحيح ان في الشعوب الاسلامية الكثير من المتدينين لكن مراكز الحشد لإعادة بناء الحضارة بأيدي سفلة؛كالاعلام ،والقيادة ،والمال ..


-ماذا عن نظرية المؤامرة !
من ينكر نظرية المؤامرة يجب ان يضع مكانها نظرية السذاجة
ومن يبالغ في نظرية المؤامره هو شخص عاجز يلقي بلومه علي الاخرين ..
واستطيع القول ان نظرية المؤامرة هي اقرب ماتكون تقاطع مصالح !

صديقي العلماني صحيح ان امريكا دعمت الصين والهند واليابان لكن حسبك ،
الصين مورد اقتصادي يجب ان تنهض فيه الايدي العامله كي يستفيد الغرب منه ولا ننسي 
 ماو تسى تونغ الزعيم الصيني الذي اراد النهضة وحشد الصينين بكل قوة والان الحزب الشيوعي يقوم بدورة لخدمة الامة الصينيه

اما عن الهند فهي موقع استراتيجي ضد القوة الشرقية روسيا والصين وضد باكستان وايضا تمد الغرب بألاف الافذاذ من مبرمجين ومهندسين واطباء ( وظائف خدمية ) يكفي كون الهند الحليف الوفي لإسرائيل


اما عن اليابان صحيح ان برامج الكايزن الامريكي وغيرها من المساعدات قدمتها امريكا لهم لكن هذه قطرة في بحر الجهود اليابانيه لنهضة ،اعتقد لو ان اليابان في الزهرة لإقام حضارة لأنة شعب ( أراد )


الاهم من ذلك عليك سؤال نفسك هل تمثل الحضارة الهندية او الصينيه اي خطر فكري علي الغرب ؟
هل يمكن ل الكونفوسيشيه الصينه ان تخترق الغرب ؟او البوذية او السيخية او... الهندية ان تخترق الغرب ؟
الهند يوجد به اكثر من ١٠٠٠ دين عاجز ان يخترق بعضه البعض فكيف بالغرب !

هل يوجد في الغرب الكونفوشية فوبيا او الهند فوبيا ؟؟؟

هل يوجد استشراق محص الشرق الاقصي بهدف هدم معتقداته الباليه ؟الغير منطقية ؟
يوجد فقط تجسس والهدف منه مادي بحت :)



لدينا دين عظيم وفكر اعظم فمثلاً اخذنا من اليونان ٢٠٠ سؤال فلسفي واعطيناه للغرب اكثر من ٧٥٠ سؤال فلسفي !

اخيراً ،الاسلام لدية نقطة قوة وهي احياناً ضعف في الامة وهي
"ان الاسلام يقوي بقوة حاملة ويضعف بضعف حاملة ! "
وهكذا انحدر المسلمون بسبب ضعف قرارات الحكام المسلمين وابدتعادهم عن الدين وهذا سببه قصور المعرفه بجوهر الاسلام فالقرار نابع من فهم وتصور وتوجه واهداف !


كانت هذه شذرات تجول في مقلتي فاحببت ان اشارككم بها ..تحياتي لقلبك الرائع الذي اكمل قراءة هذه المقالة المتواضعه 












الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

المعرفة الانسانية




منذ الازل وبالتحديد منذ ان قام أول انسان بالحديث بدل ان يلقي حجراً ،او منذ ان رسم لوحاته المنحوته علي جدران الكهوف ،او ربما منذ اول معضلة تواجه مع الطبيعة والوجود كان السؤال الأكثر حيرة للإنسان هو عن ( المعرفة ) ...

المعرفة هي القاعدة الأساسية لهرم التفكير البشري لذا كان من الواجب علي الانسان ان يبحث عن اجابة شافية اجابة حقيقية لتساؤله عن مصدر المعرفة الذي لطالما أرق الفلاسفة والمفكرين والباحثين على حد سواء ...



القصة تطول مع الإنسان في سؤاله عن المعرفة إلا ان أعتى العواصف في الفكر كانت في القرن ( ١٩ ) في أوروبا والذي انقسم فيه الاوروبين إلى ثلاثة اقسام هي /
١/ العقلانية     ٢/ الدينية       ٣/ الحسية



لنتحدث عن هذه المصادر :

أولاً العقلانية /

على طريقة هيجل نشأت هذه العقلانية نتيجة لضِد وهي اللا عقلانية في القرون الوسطى في أوروبا !
والعقلانية هي فكر صارم يحتكم إلى الإستنتاج أو المنطق كمصدر للمعرفة ،كان رواد العقلانية ينقسمون إلى قسمين :
أ- منهم من يرى بأن العقلانية وحدها مصدر للمعرفة مثل سقراط وسيبوزا ، والأخر
ب- يرون أن العقلانية هي مبدأ أساسي له الأفضلية لكن يدخل في الفلسفة التجريبية ...


مع الفلسفة العقلانية هناك الكثير من الجدل وهناك الكثيير مِن مَن يناقضونها لنرى مثلاً أفلاطون المثالي العقلاني في مدينة الفاضلة ،إنها مدينة عقلانية غير عملية وتهوي لفرط المثالية العقلية 

فهل من المعقول الإعتماد على العقل وحدة دون التجربة والحس؟ وهل العقل صحيفة بيضاء في يوم ولادته؟ اذن فكيف سيكسب المعرفة ؟ أو إنما هي عن طريق الحواس ! أم هو يمتلك تلك القوانين في عقله البدائي ؟ فمن أوجد تلك القوانين ؟ 


يقول الفيلسوف العقلاني الهندسي سيبوزا تقسم انواع المعرفة إلى ٤ أنواع :

١- ما يأتينا عن طريق الأخبار والإشاعات
٢- ما يأتينا عن طريق التجربة الغامضة كأن يعرف الطبيب علاجاً عن طريق التأثير العام على المريض
٣- ما يأتينا عن طريق الإستدلال السريع التي  تصلنا عن طريق التفكير كأن اعرف ان كبر حجم الشمس عندما اعرف ان إبتعادي عن الكره يقلل حجمها
٤- ما يأتي عن طريق الإستدلال السريع والإدراك المباشر وهذا ارقى انواع المعرفة كأن نعرف أن س + ١ص = ٥ص
:. س= ٥    ( ١ )


مع هذه التقسيمات والجهود العقلانية المضنية الا ان العقلانية وحدها لا تكفي ليكون للإنسان إنساناً والتجارب العقلانية تضل كثيرا عاجزة ومخطئ وهذا شئ لا يُغفل عنه فالنرى مثلا الماركيسية التي لاقت رواجً وإنتشاراً وخصوصا بعد الحري العالمية الثانية ومع دخول الجيش الأحمر برلين عاصمة النازية ...
 الان فهل ترى للماركيسية من باقية ؟


لقد رأينا ابن تيمية رحمة الله منذ القدم وهو يجلد العقلانيون والمناطقة بالحجج لصالح التجربة الحسيه فهل التجربة وحدها تكفي بدون المنطق والعقل ؟


إن هذه التجارب هي اثبات واضح لأخطاء العقل التي لن يكون لها نهاية 



ارى بعد تفكر أن مشاكل العقلانية نابعة من ذاتها !
فالبنسبة لي أستطيع تقسم العقلانية إلى نوعين :

أ- عقلانية كاملة مطلقة ( لله وحدة )
ب- عقلانية ناقصة ،وتنقسم العقلانية الناقصة إلى قسمين أيضا وهي ؛
ب.١ - عقلانية تدرك نقصها وهي الأكمل 
ب.٢ - عقلانية تدعي كمالها: وهي إذن ناقصة من وجهين؛ ناقصة في ذاتها وناقصة في فهم صاحبها ..

لذا العقلانية الثانية التي تدعي كمالها كانت ومازالت أخطائها أكثر وأجل من نظيرتها الأولى ... لذا كان من واجب العقل المتبصر ان يعرف طريقة وأفقه التي يغامر فيها بتطبيق أفكاره




ثانيا: المعرفة الدينية /

بادئاً علينا سؤال أصحاب هذه المعرفة ،هل خلق الدين للإنسان أم خلق الإنسان لدين ؟

اذا كان الإنسان خلق لدين ؛فهنا آيدلوجيا عمياء يحكمها ثلة ستساهم في تكبد الأرض ومن عليها العناء وستتخلف الأمة التي خلقت من أجل الدين في ذاته لأنه لا مكان لهم على الارض فهم في جنتهم يعمهون !
اما اذا كان الدين للإنسان ؟ فيجب علي الإنسان ان يستعمل عقله لكن السؤال: الى اي مدى يستخدم هذا العقل ؟ وهل سيستخدم عقله بالشكل الصحيح ؟ وهل العوامل الحسيه هي ستساهم في تكيف او اعادة بناء هذا الدين ؟ وأسئلة لا حصر لها هنا .. إنها أسئلة لا مفر منها ...!



ثالثا: المعرفة التجريبية /

إن هذه المعرفة تخبرنا ان كامل المعرف تأتينا من الحواس وتنكر اي معرفة عقلية موجودة للإنسان ، كان من رواد تلك المعرفة الفكرية: فرنسيس بيكون ودايفد هيوم ،يقول دايفد: كلما اعرفة قد استمد من التجربة ويذهب الي القول بإختزال وظيفة العقل كونه آلة فوتوغرافية تطبع الأثار الحسيه عليها فمثلا الطفل لا يعوف النار الا بعد لمسها ...


علينا سؤال هيوم وآتباعه أسئلة كثيره منها: هل يمكن اعتبار المفاهيم الرياضية عقلية محضة ام تجريبية ؟ وهل العقل هو من ينتج قوانين الطبيعة ام قوانين الطبيعة متواجدة في داخل تصميمه ؟ واذا كان هناك تصميم سابق فهو بالتأكيد ذو عقلانية مطلقة فأين هو ! ( سبحان وتعالى عما يشركون )

لا يجي ان ننسى ان الحواس تخدع كثيرا فديكارت فيلسوف الشك يقول: تبدو الأحلام كأنها حقيقة نابعة من حواسنا إلا انها لا يمكن ان تعطي المرء المعرفة وبما ان حواسنا من الممكن ان تخدعنا فهي قابلة لشك واذا فإن السعي العقلاني للحقيقة يمكن ان يوجده العقل بشكل مستقل عن حواسنا !


والأن يواجه العالم وخصوصا الاسلامي السؤال الأكبر: ماهو مصدر المعرفة للمسلم ؟
ليجيب المسلم على هذا السؤال فإن أمامه طريق واحد وهو على قسمين نظري وتطبيقي الأول وهو كتاب الله وأقوال رسوله ﷺ والثاني هي حياة نبيه محمد وسنته ...




القرآن يمتلك عقلانية صارمة ويحمل الغيب في جنباته القرآن يدعوا المسلم إلى التفكر فيه فيه في المحكم والمتشابه يدعو إلى التساؤل والبحث يدعو إلى الحساب والعدد كما في المواريث والى العمران والقوة كما في آيات كثيرة إذن فالقرآن يحمل علمين هما علم أشار إليه وعلم موجود فيه الأول هو سائر العلوم كالرياضيات والإحياء والفلك وغيره وعلم فيه وهو علم في الدين وبعض اخبار السابقين واخبار قادمو وغيره (٢) ...



لذا القرآن يحمل ٣ مفاهيم مختلفه هي : العقلانية والحسية والدينيه ( غيبيه )

ولسوف يعلم العارف لنبي ﷺ انه كان صاحب عقل وحكمه وصاحب تجربة وتعلم ... مع انه كان النبي المرسل فهو لم يتوانا يوماً عن استخدام عقله وتبصره وهذا مالا يستطيع انكاره اي انسان ولقد شاور اصحابه في امور كثيره فلقد كان قائداً كما ايضا كان رسولاً ونحن ترى ذلك التناغم بين العقل والتجربة والغيب ، لذا فإذا تعارض احدهم مع الأخر فيجب أن نراجعها جميعا إبتداءً من العقل مرور بالتجربة وانتهاء عند الغيب ، صحيح ان هناك فجوات عقليه وتجريبيه لكن لا يمكن الإكتفاء بملئها بالغيب جميها بل يجب البحث والتأمل لعل شئيا مخفيا يظهر لنا ... لكن كل ذلك لايمكن ان يلغي الميتافيزيقا !

إنني آدعو المسلم إلى الحق والحقيقة فالحق مبدأ والحقيقة غاية وهي الواقع ،الحق شعور إيجابي في النفس والحقيقة قد لا تكون كذلك ،الحق لكل مسلم هو البحث عن الحقيقة أي مبدأه هو البحث عن الواقع 



إن الله تعالى قد ذكر في كتابه الكريم أولائك البشر الذين يعتلون سلم الإنسانية إنهم شئ مركب يفوق المعايير الأوروبية إن الله تعالى ذكرهم كثيرا وفي كل مرة يذكر شئ من صفاتهم وهم { ألوا الألباب }


من هم ألوا الألباب ؟ وكيف هو منهجهم ؟ولم هم ألوا ألباب وليسوا أصحاب عقول فقط ؟ وماهي عقلانيتهم التي يؤمنون بها ؟ وماهي المبادئ التجريبية التي يعملون عليها ؟ ومامدى قبولهم للغيب والتسليم ؟...


إن الله قد ذكر ألوا الألباب في مواضع كثيره في كتابة الكريم ،لنرى مامعنى ألوا الألباب على الأقل من وجهة نظري ،
اللب: هو خلاصة الشئ وجوهره بمعنى أن عناصر الشئ تتجمع فيه ..

أولوا الألباب ليسوا عقلانين فقط او تجريبين أو أصحاب متفيزيقا أنهم شئ أسمى من ذلك أنهم اصحاب تناغم ،إنهم كما تناغم الجسد والروح في دينهم ،بحثت في كتاب الله عن أوصافهم وخصائصهم فوجدت ٦ خصائص رئيسية هي :


١) عقلاني باحث:
ان الله ذكر ألوا الألباب في كتابه ولقد امتدحهم بعقلانيهم التي تعمر الأرض وتستخدم سائر العلوم النافعه إنهم عقلانيون إلي درجة البحث المطلق عن الحقيقة وقد أمتحُ كثيرا في القرآن كمافي قوله تعالى { إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب } كما قال تعالى { افلم يسيروا في الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او آذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور } وقد ذم الله كل من كان غير عقلاني في أقوال أخرى ومنها{ إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون } في كتاب الله نحن امام عقلانية صارمة لكن لا يمكن ان تكون وحدها كما هو ذلك في الحياة الواقعية


٢) حسي يؤمن بمبدأ التجربية:
دعم الإسلام التجربة إلى درجة أنه لن يؤاخذك بإثم إذا حدث اي ضرر - ونيتك لاتقصد ذلك - جراء تجربتك  انه يقول لا بأس اعد التجربة بطريقة اخرى اكثر أماناً، ايضا قد ذكر الله تجارب انبيائه وتساؤلاتهم التي تجردوا فيها عن اي مبدأ سوى التجربيبه ولقد امتدحهم الله لذلك ك نبي الله موسى وإبراهيم ،انه يدعوك الى ان ترى نظام الطبيعة وتكون أقوى منه فتسيطر على الارض وتعمرها قال تعالى{ واستعمركم فيها } اي استعمركم في الأرض بمعنى العمارة الطبيعية التي لا تكون الا بالتجربة والعمارة العقلية والدينيه وغيره ... ونرى قمة ذلك المفهوم العملي في قوله ﷺ [ إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيله فليغرسها ] (٤) اي مفهوم يقدمه رسولنا الكريم في العمارة انه مفهوم الإعمار الشامل في الارض ولو كان الإنسان في اخر رمق في الدنيا ..
ان القرآن قد بالغ في هذا المبدأ وتحداك في ذاته ودعاك إلى التجربة قال تعالى { وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين } !


٣) ميتافيزيقي متأمل :
إن الميتافيزيقا في الإسلام لا يمكن ان تصل الي درجة توقف فيه تطور الإنسان او تضر به انها الغيب انها مبادئ الانسان وروحه التي تحدث عنها الإسلام انها فجوة العقل التي لا مناص منها ..انها شئ روحي وجداني تأملي شاعري ... ان العقلانية تكون ابهاماً وضياعا وقبحاً اذا اعتمدنا عليها دون غيرها ..فمثلا وكما يقول بيجوفيتش " كالشاعرية والعلمية فالنجوم بالنسبة لشاعر اما متلألئة وحزينة او انها تتطلع الينا من السماء وتتحدث عن الخلود والقمر ضوء السماء وصديق العشاق صوت خرير الماء يحكي حكايا السنديان العتيق يحفظ الاسرار .. والسماء اما تضحك او ترعد بغضب وهناك بعض الذرات الجبيلة اللتي تنظر الي زرقة السماء ان الشاعرية تتحدث عن الخلود والطبيعة الجميلة ولحضية الاشياء الإنسانية ... إلى آخره.
والعلم يرى الأشياء بطريقة مغايرة تماماً !
بالنسبة الي العلم فالطبيعة عديمة المبالاة والفضاء فارغ وتلعب به قوى عمياء بلا ماهيه والقمر جسم عادي فارغ وبارد ويدور منذ اكثر من ملايين السنين بلا غاية مفهومه او معروفة في فضاء معتم اسود ويعني لنا الكثير عندما نجيب بثقة لماذا نحن اقرب الي الحقيقة الشاعرية من الحقيقة العلمية وفي هذا يكمن الجواب من نحن والي اين ننتمي ؟

الحقيقة الجواب كامن في طبيعتنا واصلنا (٥)




٤) لا شهواني :
ان الشهوة مرض يصيب القلب فيقلب الحقائق ويعمى عنها لذا فالإنسان كان ومازال سفسطائي ماهر ،الا ان اولوا الالباب في جهاد دائم مع النفس ضد الهوى ان النفس الانسانية يكمن في ذاتها الخير والشر او الحق والباطل لكنها دئما يكون في الباطل نشوه وانانية وتعدي ومتعه والعكس مع الخير ..ان الشهوة المطلقة انحدار للانسان انها دون مستوى الحيوان انها الشهوه المطلقة ،لكن علينا ان لا نقلق من شهوتنا بقدر القلق من مقدرتنا على امتلاك تلك الشهوة انت جهاد عظيم البحث عن الحقيقة مع اقل نسبة ممكنة من الشهوه  والهوى صاحب الهوى سينكر ما يريد كيفما يريد سيلحد او يتزندق او يكَفر او يسلم !
الا انه ضال اعمى يحجب الهوى الحق عن عينيه ولم يكتفي الله في القرآن بنعته وبيان مساوئ الهوى بل حذرنا منه ومن اصحابه عندما قال { ولا تطع من اغفلنا قلبه ان ذكرناواتبع هواه وكان امره فرطاَ } وتعدى ذلك الى ان امر رسول الله بأن يترك اصحاب الهوى ولا يجادلهم لانهم لا يمكن ان يقبلوا الحقيقة والغشاءيعلوا اعينهم قال تعالي { ارءيت من اتخذ إلهه هوت أفأنت تكون عليه وكيلا } !
ان لايمكن لؤلي الألباب ولا يسمح لهم جزماً ان يكونوا اصحاب شهوت مطلقة او مضره ماعدا تلك التي تساعد الانسان على التطور والتكاثر كشهوة الاكتشاف والبحث والتناسل الحلال وغيره مما ينتفع الانسان ولا يضر غيره ...


٥) صاحب علم وعمل :
ألول الالباب اصحاب علم وعمل على شريطة ان يكون نتاج هذا العمل نافعا وخيرا للانسان لان صاحب العمل  بلا عمل هو لا شئ في المجتمع ولكي يكون شئ قيما ساميا يحب عليه ان ينتقل المسلم الي مرحلة العمل التي تساهم في ذاتها بإصلاحين انها مرحلة العمل التي تتلو العلم ان مرحلة العمل هي بعد العلم  الا مرحلة العمل مهمه في خروج الفرد من اصلاح ذاته الضيقة الي اصلاح المجتمع وتعليم الاخرين انها مرحلة عظيمه ففيها تضحيه وبذل للانسانيه وكل ذلك إبتغاء لمرضات الله والسعادة الروحية التي ينتصر بها العامل الباذل بعد عمله وهو حر لا مكره 



ان اول كلمة قرآنية ربانيه هي ( إقرأ ) لذا كانت هي اهم مطلب في حياة الإنسان

،لقد امتدح الله اهل العلم وحث علي العلم ونرى ذلك في مواضع كثر منها قوله تعالى { قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكّر أولو الألباب }

ولد حث رسولنا الكريم علي العلم قولا وعملا فقد قال ﷺ ( من سلك طريقا يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً الي الجنة ) اذن العلم هو مطلب مهم وضروي في حياة المسلم لا يمكن في اي شكل من الاشكال التخلي عنه ولقد رأى المسلم الرسول ﷺ يطلق اسرى بدر مقابل ١٠ اطفال يعلمهم القراءة والكتابه من هنا ايضا يضرب لنا رسول الله ﷺ المثال الرائع للاهتمام بطلب العلم فهو لم يطلب مالا او شي مادي خصوصا وانه خرج من حرب شعواء خسر فيها الكثير الا انه ﷺ ابى الا ان يأخذ الصغار العلم ..



٦) ذو مبادئ ثابته ..

الحق ،الصدق ،العمل ،العلم ،الحرية ،الثقه بالله ،الاخوة ،المساواة ،......

ان الاسلام هو شامل لمبادئ حقوق الانسان انه لا يحتاج لحقوق الانسان لانها مغروسه في داخل بذوره ان مبادئ الانسان المسلم مستمده من الشريعه الهي تنبع من
-انها ذات اصل إلهي مقدس ولا تخضع لنظام علماني متغير 
-تركز اساساً علي قواعد مستمده من القرآن الكريم وهي تشكل كلا يمتد الي الجميع عبر المكان والزمان لذا نستنتج ان :
١) مجال تطبيق القانون الانساني الاسلامي كل لا يتجزأ 
٢) ان هذه القواعد المطبقة تركز اساسا كل على الرحمة والعدل (٧)

لذا كانت ومازالت المبادئ الاسلاميه سابقة علي زمانها فقد اوجبت دائما علي المقاتلين الرحمه والرفق مع غير المحاربين بينما كان في اوروبا من يفعل ذلك كان يتهم بالخنث وتتبعه اللعنات اينما كان ( اكرمكم الله )

ان المسلم لا ينبغي ان ينخدع بيعض الانظمة والحقوق التي وضعها الغرب فهذه القرانين تنقض مبادئها النظرية افعلها التطبيقية (٨) لذا علي المسلم ان يكون صاحب مبدأ ثابت في القول والفعل قال تعالى { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون } 

ان اي مبدأ ينافي ماجاء في القران الكريم هو ظلم للانسان كمسألة الإباحية والتدمير بحجة السلام لذا كانت ومازالت هذه الافعال ترفضها الفطرة السليمة وهي ضد مصلحة الانسان نفسه 

ان المبادئ هي هرم النتاپج والإنجازات الإنسانية فاليحوص المسلم علي مبادئه وقيمه





وهنا في نهاية حديثي اليكم احبتي ادعوكم الي أن تكونُ أولي ألباب  صادقين أقوياء بالله معتزين بالدين مكافحين بالعلم ..
وهذا ما اورد في مهجتي من مقالة اسأل الله ان ينفع بها ويهديني وإياكم سبل الرشاد 




(٨) د محمد البكري
(٧) دمحمد زمزمي - جامعة ام القرى
(٦)د عبداللطيف الغامدي - مؤتمر الدين الاسلامي
(٥)بيجوفيتش
(٤)د جاسم سلطان
(٣)مفكر انجليزي
(١)كتاب قصة الفلسفة

الجمعة، 6 سبتمبر 2013

معرفة الله


معرفة الله

بسم الله الرحمن الرحيم
إن البسملة هي بادئة لكل حديث لأنها اسم الله الأعظم لكن احب ان اتسائل لم نكتب في كل بادئة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) إن هذه الجملة تحمل عدة معاني واغراض فمثلا :
١- تكتب بسم الله لجلب البركة 
٢- او تكتب لأن ما سيجئ يوافق كلام الله في شرعه
٣- او تكتب لأن مابعدها قرآن كريم او حديث قدسي شريف
٤- او تكتب لأن الرحمة اذا انتزعة من علم صارة مدعاة لشر علي هذه الارض
٥- او تكتب لأن صاحبها يكتب بنية مخلصة مجتهده تطلب في ذلك مرضاة الله ومحبة 

أعتقد أن الكثير يكتب لأجل الاخير لأن محبة الله غاية تقف معها السعادة والأمال 

والإعتقاد الأهم " ان لكل منا مفهومه الخاص والذي تحدده طريقة تفكيره والظروف المحيطة به " 

- يسألني البعض من هو الله ؟ لم أستطع أن اعرف الله ؟ أو يسأل عن الماهيه بشكل أدق ؟

الكلمات تعجز والحروف تكل أمام تلك العظمة ( قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا ) سبحانه ..

إنني اجد اكثر من يستطيع أن يكتب عن ذلك هم الصوفية لكن " لا أستطيع استيعاب باطنيتهم ولا طريقة معرفتهم بالله "

لذا اعتقد ان الصوفية لديهم اشكالات كبيرة في تفكيرهم العقلي وأول ذلك الإشكال " هو عدم عقلنة ما يحدث من احاسيس وكشوف " ما أنزل الله بها من سلطان ..

يجب ان يعي العقل المفكر الباحث عن الله أن هناك ثلاث محاور عقلية مهمه هي: " الواقع ،المستحيل ،الخيال "

فالواقع هو مانراه من حوادث منطقية سواء علمنا بمنطق ذلك الحادث اولم نعلم..
الأخر هو المستحيل وهو المستحيل عقلا ولا يمكن ان يحدث واقعا او لا يمكن تصوره كالعدم !
اما ما يقع في الوسط وهو نعمه مبهره عظيمة غرسها الله في عقولنا وهي الخيال ( حيث الواقع والمستحيل معاً )
إن الخيال هو مساحة لامتناهية داخل العقل

وهنا يقع الإشكال الصوفي وهو الخيال فهم يبالغون فيه كثيرا لمعرفة الله وهذا خطأ محض

" إلا ان الخيال وضع فينا لإستيعاب قدرات الخالق العظيم " ولإستيعاب الجنة والنار والعذاب والنعيم 

" إن الخيال عنصر ( جيد ) لإستيعاب أسئلة العقل عن الله إلا أن العقلانية الصحيحه هي اقرب وانفع لذلك "

" لذا يجب أن نستعين بالله ثم بنظرية المعرفة "
لمقاربة الحقيقة وإن علينا ان جيب عن أسئلتها وهي :
١ ماهي المعرفة
٢ كيف يمكن امتلاك تلك المعرفة ؟
٣ ماهو المدى المعرفي الذي يمكن ان اصل اليه ؟

السؤال الأول فيه الكثير من الأقول ومايهمنا السؤال الثاني والثالث ..

خلاصةً ان المعرفة يمكن امتلاكها : بالعقل او الحواس ،من ناحية معرفة الله سبحانه وتعالي " لا يمكن الحواس إدراك الله بشكل مباشر " لكن " العقل بإمتلاكه السؤال والإجابة وامتلاكة المنطق البدائي يمكن أن يتعرف علي الله بشكل مباشر وفطري "

إن العقل في شوق دائما الي المجهول ويتسائل أحيانا عن كمة الله سبحانه ؟وماهيته ؟ وهذا سؤال منطقي من حق العقل أن يطرحه لكن ليس لابد من اجابة حقيقة كامله

وقبل أن افصل اكثر لابد من القول لن نستطيع كشف شخصية أصدقائنا ولو بنسبة ٥٠٪ 
حاول ذلك واكتب ماتراه في صديقك وامكث اسبوعا بجانبه سوف ترى وتستوعب ما اقول

هذا وصديقي يمكن ان اعرفه بالحواس وبالعقل !!

ايضا لابد ان نستوعب " أن العقل يخدع او لايستوعب كثيرا " فلو اعطيتك ورقة A4 وطلبت منك ان تقطعها مرة ومرتين وثلاث الي 48 مرة ،ثم سألتك لو فرشنا تلك الاوراق ووضعناها بجانب بعضها البعض كم سيكون طولها ؟ متر متران ثلاث امتار ..للأسف إن طولها هو اكثر من عشرة كيلو متر تستطيع اثبات ذلك بحسابات رياضية مشهوره ...


" لذا ارى ان كثير من مشاكلنا في المعرفه مع الله تنبع من المقاييس الذهنية التي نضعها لإستيعاب الله " ؟

منها " أستخدام المحدود ل اللا محدود "

فمثلا الكمال لله لكن كيف الكمال ؟
إذا كنت في حاله واقعية لم تستوعب ماقد يفعل بورقة امامك فكيف تستوعب الكمال ! اوذات الله العلية !

قد يتبادر إلى الذهن وانت تدعوا ..من هو الله الذي تدعوه ؟الإجابة المثالية هي ( أنا ادعو الله الذي خلفني ،والذي رزقني ،والذي هداني ) وهو إله واحد خلقنا داخل كون هو من يحيط به من كل الجهات ... "
وهذه هي اجابة ابراهيم عليه السلام عندما سأله قومه عن ربه فقال {الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ }

 لذا تكون الإجابات واضحه بقدر وضوح التساؤل وصعبة لأنها تكون احيانا فوق الخيال " ..



اخيرا أسال الله ان يمن علينا بالرشد والفلاح ..وان كان من تقصير فمن نفسي والشيطان وان كان من خير فمن الله وتوفيقه لي .

الغزو الإسلامي


بسم الله الرحمن الرحيم

الفتوحات الإسلامية 

الفتوحات الإسلامية كانت غزوا ودمارا للأمم ،انها حرب وسبايا وتاريخ أسود إنه الإسلام .. هكذا يقول بعض من يحاول تغيير التاريخ


لكن إذا تتبعنا تاريخ الفتوحات الإسلامية فإننا نرى إتجاهين متباينين واضحين هما الإتجاه الديني والإتجاه السياسي ،ولا يمكن إنكار ذلك ..

لكن لنأخذ الغزوا في الإتجاه الإسلامي( ديني ) ونرى بعض الأصول في الحرب في الإسلام منها:

١-الدين الاسلامي الأصل فيه ( السـلام )
٢- الدين الإسلامي دين ( سـلام ) وليس دين ( إستسلام )
٣- الغزوا في ظل الشريعة لايمكن الا بأسباب محددة :
منها أسباب إنسانية:
١- كالدفاع عن مظلوم سواء كان مسلم او غير مسلم
٢- التحالف مع اي دولة سواء كانت اسلاميه او غير اسلامية 
٣- الغزوا بسبب إمتناع الطرف الأخر لدعاة دين الله وهنا منع الداعي لدين الله وهو يدعوا بالسلمية لذا عندما يمنع الداعي السلمي تتحول الطريقة الي اجبار ( لدعوة الي الاسلام ) وهي الحرب ...


لكن الحرب بإسم نشر الإسلام هل عمل به بني أمية علي الوجه الذي أراده الشارع في دينيه ؟


دعنا الأن ننظررالي الحرب بإسم الدين ،لنحارب بإسم الدين في الاسلام نحتاج إلي إستيفاء ثلاث شروط ؟




الشرط الأول: هل يوجد دفاع عن مظلوم ؟
ام يوجد تحالف مع طرف يحتاج مسانده ؟وهل هذا الطرف ظالم ام مظلوم ؟
هل منع دين الله وحُرب في الدولة الآخرى ؟



الشرط الثاني :
-هل يجيزالعلماء هذا الغزوا ؟
وهل ولي المسلمين لديه الدافع المبرر والقدره علي الحرب ؟


الشرط الثالث:
تنفيذ شروط أساسية قبل الحرب لأجل رفع دين الله لأجل ( لا إله إلا الله ) وهي:
١) هل تم إبلاغهم بالدين الإسلامي علي الوجه الصحيح 
٢) هل تم إخبار المقيم غير المسلم بأنه إن لم يسلم ستؤخذ عليه ضريبة اضافية ( جزيه ) وله جميع حقوق المسلم داخل الدوله الإسلامية ( لا ينبغي أن ننسى ان الجزية يدفها المسلم لكن بمسى آخر وهي الزكاة وأن الجزية تسقط عن غير المسلم إذا شارك في الحرب مع المسلمين بمعنى اخر الجزيه هي ضريبة الحماية لأي جالية غير مسلمة  )
٣) اذا تم رفض الشرطين الأولين يتم ترك الدوله المانعه لدين الله بالدعوه السلمية فترة كافية لاتخاذ قرار ومن ثم الحرب الاسلامية التي لا يقطع فيها شجر ولا يؤذى فيها طفل ولا يقتل فيها نساء ولا يقاتل فيها الكافر بل المحارب وقد قال صلي الله عليه وسلم مخاطبا اصحابه( اغْزُوا ولا تغُلُّوا، ولا تغْدِرُوا، ولا تمْثُلُوا، ولا تقْتُلُوا ولِيدًا، أوِ امْرأةً، ولا كبِيرًا فانِيًا، ولا مُنْعزِلاً بِصوْمعة )



وهذا ماعلمه رسولنا لأصحابه فقد قال ابو بكر رحمه الله مخاطبا جنوده(: لا تخونوا ولا تغلوا، ولا تغدروا ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً، ولا شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نخلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاةً ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمآكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع؛ فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له ......الخ )
الوثيقة الدولية المعنية بحقوق الإنسان، المجلد الثاني، دار الشروق، القاهرة، 2003. وقد نشرت هذه الوثيقة بتصريح من المعهد الدولي لحقوق الإنسان بجامعة دي بول في شيكاغو



حرب الإسلام هي الحرب التي حارب فيها رسول صلى الله عليه وسلم وجيشه طوال ٢٣ سنة ولم يقتل فيها سوى ( ٤٠٠ ) شخص خلال < ٢٣ سنة من الحروب هذا بدون غزوة بني قريظة المختلف فيها ..


الان علينا سؤال انفسنا ماذا فعل بني أمية في العهد الاسلامي ؟


لقد كان المال والجاه والثروة والعروبة هي دافعهم الاول وما وضِع الاسلام الا كوسيلة لتحقيق ذلك المراد لذا نلاحظ مفارقة عجيبة في عهد بني امية وهي ان اهل الملك والسياسة هم ( العرب ) فقط واهل العلم في أقطار الاسلام كافه هم ( غير العرب ) وكان ذلك بسبب اقصاءهم تمسك غير العرب بالدين وضغطُ به علي بني امية حتى اسقطُ الحمار اخر ملوك بني امية ،من المؤكد لدي ان ان كثير مما فعله بني امية كان يحمل هم دنيوي لا ديني بإستثناء فترات بسيطه ..



صحيح ان العرب حملُ السيف في يد والقران في يد اخرى في الحرب ... وهذا من فضل ربي ان جعل سيوف بني أمية تتكسر كثيراً بسبب القرآن الكريم وتعاليم الشرع اما الحديث عن السبايا فهذا موضوع اخر لم يعمل به بني امية وغيرهم والحديث يطول في هذا الموضوع ايضا ....


ولا آنسى ما عمله العادل عمر ابن عبد العزيز ابان بداية حكمه فقد اوقف جشع السياسة واهتم بالرعية كافه من مسلمين وغيرهم ولنا خير مثال في قصة عمر مع اهل سمرقند فقد دخلها قتيبة عنوة مخالفا بذلك اوامر الاسلام فأمره ابن عبدالعزيز بالخروج وان يمهل اهلها ومن ثم يغزوها إن ابا اهلها الا القتال الا ان اهل سمرقند وكهنتها انبهروا من هذا العدل الذي حث عليه الدين الكريم فتاثروا بالاسلام وتعاليمه فاسلموا ودخل
اهلها الاسلام ...

اخيرا اختم بمقولة المفكر الفرنسي غوستاف لوبون عندما قال:
( كان العرب ارحم الفاتحين )
وانا اقول:
( كان الاسلام اعظم الفاتحين ) .


* كتبت هذه المقالة لإيضاح موقف الإسلام في الحرب وليس لتقييم ما فعله المسلمون سابقا فذلك يحتاج الي بحث وتدقيق تفصيلي مستقل *