الخميس، 2 يناير 2014

ازمة الفكر المسلم #الحرية العلمانية مثالاً

ازمة الفكر المسلم #الحرية العلمانية مثالاً




الان يختلط الغث والسمين ونحن علي طريق كتب عليه: نحو اللا أعلم (<><>) لماذا اعتقد ذلك ؟

هل لأن الصراع بين الشعوب المسلمة والنخب العلمانية لم يحسم ؟
ام لم يحسم بين قادة طغات وشعوب تتطلع نحو الحرية ؟
ام لان الامور المشكلة في عالمنا الاسلامي تتفاقم لان من اوجدوها لم يتزحزحوا من اماكنهم ؟
ام لاننا جمدنا علي ظاهر القول وسابقه في ديننا الإسلام ؟
ام لان هناك مؤامرة وتقاطع مصالح دوليه علي حساب هذه الأمة الممزقة ؟

-اعتقد ان المشكلة هي كل ماسبق وزيادة ،انها حبكة من الصوف فلا نستطيع ان نحلها عن بعضها البعض فهي قطعة واحدة من المشاكل متعلقة ببعضها البعض وتتداخل فيها الخيوط !


يتجسد الإسلام في القران تنظيريا وفي سيرة الرسول محمد ﷺ عملياً وقوليا ..
من هنا يجب اعادة بناء الحضارة الإسلامية ،من هنا منطلقنا الفكري والاخلاقي ،فالإسلام هو الركيزة الاساسية لحضارتنا ولا يستطيع المسلم المتعمق في اسلامه ان يقبل ركيزة افضل واقوى من الاسلام ..


نحن نمر بأزمات فكرية علي جميع المستويات الفكرية ،مع ملاحظتي ان هناك تحسن في الوعي العام مع تجديد الطرح في الاسلام واعمال العقل وبدأت تهب بعض نسمات الربيع الجميله 

لنأخذ العلمانيون مثالاً؛ العلمانيون المسلمون لم يفهموا اسلامهم جيدا فالاسلام دين ودوله قانون وقوة اي عدالة ..

لا نسعي لجنة الله في الارض كما اليهود لكنه حكم الله علي اهل الارض وما أعظهمه من حكم
،العلمانيون المسلمون يتمركزون حول فكرة اساسية لمواجهة الاسلام وهي #الحرية ..فالاسلام لايوجد به كهان ولا كنيسة ولا حرب علي العلم ولا اي معوق لنهضة كما حدث في اوربا لكن العلمانيون يأبون الا ان نلبَس لباسهم ...

ماذا ان كان اللباس قاصراً عنا ؟
او لا يلبي احتياجاتنا ؟الادهى والامر ان يكون هذا النظام دون النظام الاسلامي ويطالبون به ..
لست في معرض الحديث عن العلمانية ومساؤها وتسفيه بعض اصحابها ( لها ) بعد ان جنو ثمرة ذلك 


في سياق الحديث عن الحرية التي يتغنى بها اصحابي العلمانيون أحبُ ان اطرح سؤلاً ؟

إلى اي مدى هي الحرية في الإسلام ؟
هل يمكن مثلا ان تقبل دولة ديمقراطية الدعوة الي الدكتاتورية اي ان تقبل بالطرح المنافي لها ؟ وهل يمكن للاسلام السماح بالإلحاد وهو منافي لِلُبه وجوهره ؟


عليناً بادئً ان نرى ماذا يوجد في نواة القرآن الاساسية التي منها يقوم الإسلام شامخاً متعاليا عن جميع الاطروحات المخالفه له ...
فهل القرآن قامع للحرية؟
وان كان كذلك فهو اهل لذلك فهو كلام الله ..
وهل القرآن يتيح لأراء الاخرين المخالفه ؟
وهل القرآن منفتح ام متقوقع ومنغلق حول نفسه؟

(١)احب ان نبحث معا حول دلالة يمكن ان تكون مقياس علمي واضح وصريح لنقيس بها مدى انفتاح القرآن ومدى تقبله لأراء الاخرين من مخالفين ومسفهين وناقمين ومناوئين ...

لنأخذ كلمة ( قال ) ومشتقاتها في القران ،عند الرجوع الي الكتاب العظيم المعجم المفهرس للقرآن الكريم للدكتور/ محمد فؤاد عبدالباقي
والفتح علي باب حرف القاف والفاء والبحث عن قال ومشتقاتها"قالو ،يقولون ،قل ،تقَول...إلى آخره " سنجد مفاجأة !!

وهي ان هذه الكلمة وردة في القرآن في ١٧٢٢ اية اي ما معدله اكثر من كلمتين في كل صفحة   في القران !

من هنا تتفجر معرفة المسلم وحريته في الحجة والبيان والانفتاح الذي يمارسه القرآن مع جميع خصومه وجميع الاطياف ،لذا سنجد اقوال وردة في القرآن على عدة درجات إبتدائاً من تأييد المؤمنين لكلام الله سبحانه وتعالى الي ابعد درجة ممكنة وهي درجة الالحاد والاستهزاء والافتراء ،لننظر الان الي القران مرة اخرى ! 


هناك قرابة ٣٣٠ من هذه الاقوال مخالفة لقول الله تعالى الذي ارادة وشرعة لعبادة بحكمته وعدله ،و ٣٣٠ قول اخر إثبات من المؤمنين لحكم الله وتأييده  .. يالصدمة !


لذا يكون هناك ٥٠٪ من الاقوال لمعارضين و٥٠٪ لمؤيدين !!

هنا حرية عظيمة تتجلى في كتاب الله وهنا يرينا الله عدله وحكمته والحرية التي وهبها الله للانسان ،هناك الكثير من الشبهه والافتراءات وردة في القران لكن لم يرد القران عليها لماذا ؟
ايضا هنا معني اخر من معاني اطلاق العقل والافكار للفرد المسلم لكي ينتج ويبدع 


الحرية والحوار في القران مكون اساسي يقع في جَنان القرآن ،لذا يتمتع القرآن بعدة خصائص في الحوار والانفتاح الفكري والعقلي علي الافكار الاخرى ،اذكر اهمها خاصيتان هما:
١- العدل و٢-الإحسان 
لذا الحوار في القرآن علي شقين فإما عدل وإما إحسان !!



فأولاً من مقتضى عدل القرآن في الحوار والانتفتاح؛
١- ان القرآن يعطي الحرية لطرح الشبهة المناوئة كقولهم ( انطعم من لو يشاء الله اطعمهم ) ؟
هذا مثال واضح وجلي حول انفتاح القران وذكر الشبهة 


٢- ان القران عندما يذكر الشبهة او الرأي الاخر يأتي بها كاملا ولا يقص منها حجة او رأي وقد اتى مثلاً بجميع ماذكرت قريش في رسول الله ﷺ بدون اي مبالات مع الاخذ في الاعتبار الادب مع قريش والمشركين .. مع النظر العميق في الصيغة الادبيه التي يرد لها القران علي قريش نحد خاصية عظيمة جدا وهي تجريد القران للأيات التي تتحدث عن قريش والمشركين من الزمان والمكان والاسم فالاسم الموصول ( الذي ) ومرادفاته الذين والتي .. الخخ ، يقتل الحصر والمكان والزمان لذا من يقرأ القرن لا يظن ان يخاطب مشركي قريش ،وحتي قريش نفسها لم تجد حرجاً ان تقرأ القران في اليوم الذي فُتحت بكة فيه ، فإسم الذي ومرادفاته ورد في القران اكثر من ١٤٠٠ مرة ، وهذا الاسم من اسرار القران الادبيه والاستراتيجية العظيمة 


٣- ان القران اعطى ٥٠٪ لرأي الاخر و ٥٠٪  للمؤيدين ،في سياق كلمة قال ومشتقاتها


٤- ان القران اتى بآية في الحجة واقامة الدليل القاطع بالعقل والمناظره في اية صريحة وهي قوله تعالي ( وان او إياكم لعلى هدى او في ظلال مبين ،قل لا تسألون عما اجرمنا ولا نسأل عما تعملون )





اما عن مقتضي احسان القران للاخر ايضا فهو يأتي علي عدة اشكال :

اولاً: من الإحسان القراني انه يصيغ الشبهة صيغة جمالية مع انها من ( رأي مخالف ) تماماً فمثلا قول بعض المشركين " انما هي حياة تفنى وبطون تحمل "
قال تعالى في معرض قولهم ( انما هي الحياة الدنيا نموت ونحيا ) هنا نرى جمال العبارة والاحسان من الله تعالى الى المخالفين


ثانياً: دعوة الله لرسله دائماً وابداً بالاحسان والحوار والادب مع كل المخالفين فالله سبحانه عندما ارسل موسى الي فرعون قال " فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر او يخشى " !

ويقول لرسوله ﷺ "فأعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر" هنا تأتي مراحل ثلاث عظيمة ابتدائاً بالعفو انتهائاً بأخذ رأيهم وايضا لا ينبغي اننسى قوله ﷺ العظيم عندما قال " افرغت يا ابا الوليد " أدب عظيم من رسول الله وقصة تستحق ان نقف عندها طويلاً


ثالثاً: القران لايرد علي الأراء السفيهة وهنا مرحلة عظيمة في الاحسان ومرحلة ايضاً متخلفه نوعاً ما وهي مرحلة اطلاق عقل الفرد لتفكير


رابعاً؛ ان القران يخلد قول ( المخالف ) انه يضع الشبهة والرأي الاخر في صميم جوهره وتركيبه المعرفي وهو يعلم انه بذلك يخلد الرأي الاخر المخالف




ماذا عنا ! هل نحن طبقنا ماوجد في كتاب الله ؟
هل الاسلام والقران يقمعان الحرية الفكرية ذات الدافع المعرفي المطالب بالحقيقة ؟
كيف تطالب ياصديقي بالعلمانية ؟
هل فهمنا الاسلام ؟. ....والكثير من الاسئلة

وختاما يحضرني قول
ابن مسعود رضي الله عنه وهو قوله :" القرآن يفسره الزمان" !

وتساؤل #بيجوفيتش : إلى اي مدى نحن مسلمون ؟



المراجع/
ابو زيد المقرئ الإدريسي
بيجوفيتش

فضاءات الحرية - د سلطان العميري 

Twitter: E_3badi@















ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق