الأربعاء، 1 مارس 2017

من سيربح عقود الطاقة المتجددة ؟

ان السياسة هي عبارة عن عملية يُختار من خلالها القواعد والقوانين التي ستحكم وتنظم المتجمع بما يحوي من افراد وشركات ،والسياسة تحيط بالكل وبالرغم من ان الشركات قد تكون جيدة بالنسبة لتحقيق الإزدهار الإقتصادي لدولة معينة الا ان بعض الاشخاص او المجموعات كالنخب المتحكمة او المتقاسمة للسلطة يكون من الافضل لها اقامة شركات استحواذية خاصة تبتلع مشاريع الدولة وتستنفذ طاقتها فالفرق بين امريكا الشمالية والجنوبية كالفرق بين كوريا الشمالية والجنوبية حيث التعددية التجارية هو الركيزة الاساسية في هذه الاقتصاديات والاستحواذية هي الركيزة للشركات في الدول المتخلفة ، فلا ترتكز الاموال والمشاريع في يد نخبة مغلقة ومن خلال رؤيتي لكثير من ما يحدث في دول الخليج وبعد انفجار بالونة النفط صار بشكل واضح ان ما يحدث لدينا مشابة لما حدث في دول انتهت بالتخلف الاقتصادي حيث نرى الشركات الاستحواذية ترافقها طبقة تصعد الي الاعلي وبسرعة وطبقة في المقابل تنزل الي الاسفل وبسرعة انطلاقا من هنا ونحن مقبلون علي مشاريع الطاقة المتجددة فإنني آمل أن يكون هناك توزيع عادل وشفاف للمقاولين في المملكة حيث الطاقة المتجددة هو مستقبل لا محيد عنه فالعلم اذا اقترن بالرأس مالية تقدم تقدماً انقلابياً لا ينتظر فيه احد حيث نرى كل 10 سنوات شركات تتصدر ثم تأتي شركات تقوضها وتنجح نرى مثال علي ذلك شركة نوكيا ثم آبل من بعدها وشركات التاكسي التقليدية ثم أوبر من بعدها وكذلك وبشكل واضح فإن شركات النفط لن تسقط ولكن ستنزل تدريجيا في قيمتها الاقتصادية ودرجة الاعتمادية الاقتصادية ،لذلك علينا ان نتخذ قرارنا بالتأهل كمصنعين ومطورين ورواد في الطاقة المتجددة ، بالضرورة في هذة الخطوة هناك خاسرين كأرامكو وملحقاتها الضخمة وهذا ما يعلمنا اياهـ التاريخ ولكن الانتقال الي اقتصاد قويْ ذو ديمومة هو من سيؤمن عيش كريم لأجيالنا القادمة وأعي ان ذلك لن يتم بسهولة فكما ان هنام مقاومة حدثت في بريطانيا ابان الثورة الصناعية حيث تحطم آلات النسيج بدافع انها تقلب اقتصاد جزء من المجتمع وتجعله يتضرر فهناك ايضاً من سيحاول ايقاف مشاريع الطاقة او محاربتها من جهة اخرى ستكون هناك محاولة لإحتكارها والاحتكار احد اوجه الاستحواذ الغير مشروع في قانون بناء الدول القوية ، صحيح ان لا يمكن للطاقة المتجددة بوضعها الحالي وكفائتها الحالية ان تحل بشكل كامل مكان النفط الا ان المال حين يدعم مجال الطاقة المتجدة فإنه سيدفعه لتحقيق نجاحات أفضل علي مستوي الكفائة وعلي مستوى التخزين اخيراً علينا ان لا نُخدع كما حدث في عهد الدولة الشيوعية حيث حققت نمو سريع جداً حتى توقف في سبعينات القرن المنصرم وانهار في الثمانينات فأي تقدم اقتصادي يجب ان يصحبه حرية السوق ليس بالمعنى اللبرالي الخالص وانما وفق قواعد خاصة وكخطة تنفذ علي مراحل .



الكاتب/ م.عبدالله ال مطرف
مهندس كهربائي مهتم بالطاقة المتجددة

مرجع مرافق/ لماذا تفشل الأمم -دارن اسيموجلو وجيمس وبنسون