الأحد، 6 أبريل 2014

قيادة محمد ﷺ




نحن ذرات في كون فسيح يبلغ قطرة ٧٠ الف سنة ضوئيه ولكن هل نحن فقط من يفكر بتأمل في هذا الكون الفسيح ؟
هل نحن فقط من يحاول ايجاد الحقيقة ؟ومن يحاول رسم خريطة ادراكية للكون ؟
هل نحن من يجيش الجيوش بتخطيط وتنظيم ؟
>> كيف يبرز القائد فينا إذن ؟
وما الفرق بين قيادة البشر وقيادة غيرة من الكائنات ؟
- ومن هو القائد الشمولي ؟
ربما السؤال الاخير تكون الاجابة عنه هو انه القائد الذي يمتلك أكثر مميزات قيادية ..



فهناك قائد حربي خلق ليحارب  يعرف كيف يغرز السيف وهناك قائد تنموي يعرف كيف يبني مصانع الخبز وهناك أخر مبهر في التفاوض ... المهم كيف نوجد قائداً ترتفع فيه جميع المعايير القيادية ؟ومن هو القائد الأسطوري الذي يستحق لقب القائد الأول ؟

لنجيب علي هذا السؤال نحتاج ان نضع معايير لنحاول إيجاد القائد الأبرز في عالم البشر

العالم الذي سلخ القادة بمصائبه وويلاته ليختبر هذا الكائن السمأرضي الذي تعجز البيلوجيا المادية ان تفسره


أستطيع ان اقتحم واجمع وأولد فكرة من علم الإدارة ازعم انها أقرب ماتوصلت اليه في عالم القيادة لذا استطيع ان اضع القيادة علي ثلاثة معايير اساسيه ينبثق منها معايير أصغر :


أولاً : صفات القائد
ثانياً : مدى بقاء اثر القائد في العالم البشري
ثالثاً : مواقف القائد من الأحداث 


تعتمد الاولي علي مدي قوة النزعة القيادية وذلك من خلال الصفات الشخصية للقائد وتعتمد الثانيه علي مدى قوة الأوتاد التي يغرسها القائد في اتباعه وعلي مدى نبوغ حدسة الاستراتيجي في حياته اما عن الاخير فهو مزيج متداخل من القائد الصانع وافراد مجموعته المصنوعين علي الاقل جزئياً من قبل القائد وايضاً تعتمد الأخيرة علي مهارة تعامل القائد في الفتره القصيرة مابين الحدث ورت الفعل تجاه الحدث 





نعيد الان التصنيفات وندرج اسفلها المعايير الاصغر منها:

أولا : صفات القائد الناجح ..
واقصد بها ابرز الصفات الذاتيه التي يعول عليها في القيادة ؛
١- العدل :
بدون العدل لا يمكن ان يسمي الشخص قائداً بل ديكتاتوراً سليط
٢-الشجاعة :
الشجاعة هي التي تولد القرارات الحازمة والتي تغير مجرى اي مجموعه
٣-التجديد 
٤-واثقاً من نفسه موثق منه "مثل أعلى"
٥-ان يكون متوازناً

ربما اختصر الحديث اذا قلت ان القائد الناجح هو القائد صاحب الصفات الخلقيه الحسنة وكل مانقصت الصفات الخلقيه الحسنة انخفظ المعيار القيادي الذاتي


ثانيا :مدى أثر القائد في حياة البشر :
اعني بذلك خصوصاً ماذا قدم هذا القائد للمجموعة التي يقودها اولا ؟
وماذا قدم للبشرية ثانيا هذا المزيج المداخل يبرز لنا معايير عديدة يجب ان يوفرها القائد الناجح أهمها :
١-التخطيط
٢-التنظيم
٣-الرؤية
٤-الرسالة
٥-النجاح:
أ-فهم ما حوله
ب-القدرة على التأثير
ج-التحفيز
د-بناء العلاقات

٦-مدى القدرة على التحكم من خلال الحضور والمعرفة بالأوضاع التي تهم المجموعة الداخلية والخارجية





١-التخطيط:
من خلال التخطيط يبلور القائد أهدافه ويضع المعالم الرئيسيه التي يريد تحقيقها بدون تخطيط يكون هناك إدارة فاشلة وليس قياده

٢-التنظيم:
هو قدرة القائد علي ترتيب اولوياته وتقسيم وتوزيع أفراد المجموعة في المكان الذي يتوافق مع قدارتهم ومواهبهم

٣-الرؤية:
هي استشراف المستقبل والعمل من اجل تحقيق الرسالة في اسمى صورها

٤-الرسالة:
هي الفكرة التي يريد تحقيقها او زرعها في هذا العالم


٥-النجاح:
نجاح القائد مهم ويعتمد نجاحه علي معايير عديدة منها:
أ-فهم ماحوله: القائد الناجح هو القائد الذي يستطيع فهم اكبر قدر من الناس والأحداث والقوانين والسنن والعوامل المؤثرة من حوله

ب-القدرة علي التأثير والتعامل:
تأثير القائد علي المجموعة اولاً وتأثير أفكارة علي البشرية هي من أقوى العلامات علي بروز القائد وعظمته اما عن التعامل فالقائد الفذ هو القائد الذي يعرف متى يوجه ومتى يحفز ومتى يفوض ربما اختصر ذلك بجملة هي انه قائد ذكي وصاحب فراسة

ج-بناء العلاقات: هي النبوغ في طريقة بنائها وكيفية ذلك مع المجموعة وهي حلقة نجاح تضاف لأي قائد ينجح في ذلك


ثالثا :موقف القائد من الاحداث وكيفية تعامله معها/
بإختصار هي قيادة الطوارئ وهي القيادة التي تبرز في الوقت القصير بين الحدث وردة فعل تجاه الحدث



الان لنحشد اعظم القادة في التاريخ ولنرى من هو الاعظم بينهم :

١- نابليون :قائد عسكري فرنسي مشهور
٢-جنكيز خان: صاحب ثاني اضخم امبراطورية تاريخيه في الارض
٣-الكسندر
٤-هنري فورد: مؤسس شركة فورد العريقه
٥-بيل قيتس: صاحب شركة مايكروسوفت التي يبلغ دخلها ٤٤ مليار سنوياً 
٦-الرسول محمد ﷺ
٧- غاندي
٨-موسى عليه السلام
٩-هتلر


ودواليك ضع القائد الذي تعتقد انه الاعظم بالنسبة اليك ومحصه من خلال ما وضعت من معايير فمهما علا شأن القائد المنشود من جهه سيسقط من جهة أخرى سيسقط من حيث تباعد المعايير القيادية للقادة الاخرين وانا ازعم انني قارنت بين اكثر هؤلاء القادة وبتؤدة لكن كان محمد ﷺ هو اكثرهم امتلاكاً للقرة القيادية وسأفند افكاري واجليها في قيادته ﷺ وكيف انه امتلك اعلى المعايير القيادية الانسانية في هذا العالم :



أولاً: صفات القائد /

صفات القائد بالفطرة هي نظرة يقول بها علماء الادارة وهي صحيحه الي حد يجعلها حقيقة واقعه فألم ترى من قبل طفلاً يقود مجموعة من الاطفال وهو صغير ويوجد من هو اكبر منه واقوى في المجموعه لكن هو من يقود الجميع الا ترى قيادته الفطريه لهم ؟

اعتقد انه بلى هناك قيادة بالفطره وهي تنمي وتصقل بالممارسة وبالكاد نعرف عن طفولة محمد ﷺ نحن نعلم انه طفل تربى في بادية بني سعد العربية الفصحية وقد لعب مع اطفال البادية وترعرع بينهم وانتقل بعد ذلك الي مكة الي مكان اكثر حضرية وحرية يلعب مع صبية صغار لكل منهم اب وام قائم عليه لذا ارى ان لعب محمد مع الاطفال في مكة في ظل قانون العشيرة لا الدوله وفي ظل الحرية والخشونة التي تمتع بها اهل الجزيرة العربيه ساعدة محمد ﷺ علي ان ينمي قدراته ومواهبه القياديه خصوصاً انه يتيم وهذا يتضمن اعتماد على النفس وتنامي المسؤليه لديه فمنذ نعومة اظفاره وهو مكابد ضف الي ذلك تحفيز جدة عبدالمطلب الذي كان قائداً فذاً ببكة وكان الي درجة انه كان لا يسمح لاحد ان يجلس علي فراشه في نادي قريش الا لهذا الطفل الصغير الذي ألهمه ثقة جدة وتحفيزه له فهو دائماً مايقول ؛ ان لإبني هذا شأن عظيم دعوه على الفراش
 
بعد ذلك رعى محمد ﷺ الغنم ورعاية الغنم من قبل محمد هي لفة كبيرة اخرى في حياة محمد لانه كان عليه ان يكتسب المسؤلية ولقمة العيش ويكتسب القيادة ويطورها من خلال رعاية القطيع فرعاية القطيع لسيت امراً سهلاً بل الحق لهو امر شاق ومضني فهناك الذئاب وقطاع الطرق وفوج القطيع الذي لا يعقل ولا يفقه بل يلقن تلقيناً فهي حيوانات بالطبع ثم ان قيادة قطيع الغنم هو مكان مثالي لتعلم القيادة وصقل مواهب الراعي فالقيادة تحتاج ثلاثة اهداف رئيسيه هي:
١-تحقيق الاهداف المقررة للمجموعه
٢- صيانة وحدة المجموعه والحفاظ عليها
٣- تلبية حاجات الافراد الذين يقودهم

وكل هذه المتطلبات موجودة وبشكل شاق ومضني في رعاية الاغنام خصوصاً مع وجود ماعز واغنام في القطيع الواحد فما اكثر المشاحنات واشق تلبية المأكل لكل منها فكل نوع له عشبه الخاص الذي يتماشا مع طبيعته !
ولم يكن يخفى علي احد حسن صفات الرسول ﷺ الخلقية لكن لنأخذ مثالاً او اكثر علي اهم صفات القائد التي يجب ان يتمتع بها القائد الناجح :
١-العدل :
" العدل اساس الملك "
ابن خلدون



بالطبع مئات القصص تلهمنا عندما نتذكر العدل لكن لنأخذ موقفاً لنرى مدى حرص الرسول ﷺ علي العدل اشد الحرص ففي احد الغزوات اخذ رسول الله ﷺ ينظم الصفوف ويساوي بينها وبينما هو كذلك رأى سواد بن غزية وهو مستنتل من الصف فدفعه بعصاه ليستوي في الصف وقال :إستوي ياسواد

 فقال سواد: أوجعتني يا رسول الله، وقد بعثك الله بالحق فأقدني !

فكشف النبي عن بطنه الشريفة وقال:' اقتص يا سواد '

فانكب سواد على بطن النبي يقبلها .
فقال النبي صلي الله علية وسلم ما فعلك علي هذا؟
قال: يا رسول الله أظن أن هذا اليوم يوم شهادة فأحببت أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك

الشاهد والمهم ان سواد وهو جندي بسيط من جنود الجيش لم يسكت ولم يستحي ان يطالب بحقة بالقصاص من قائده وفي هذا الظرف الحرج من الحرب .

فالنبي صلي الله عليه وسلم هو قائد وعادل في هذا الموقف, فهو نبي قائد امام لنا جميعا وكل جيش مسلم ينزل بأسره ينزل الي رغبة جندي من جنوده وصحابي من اتباعة في اخذ حقة قصاصا.

ارايتم ايها الناس ؟
القائد العظيم والنبي المرسل يكشف بطنة ليقتص منه لصالح جندي؟
وماذا فعل النبي ؟؟
طلب من الجندي طلب مشروع وهو الاستواء في الصف؟
وباي شيئ اوجع النبي الجندي ؟
بعصي صغيرة او سواك!!
سبحان الله!!

فأي عدل قد علمه الرسول ﷺ لاصحابة الي درجة تجعل فيها الجندي يقول وبكل ثقه لقد اوجعتني يارسول الله وذلك اثناء حرب حيث يجب ان تكون فيها علي اهبة الاستعداد وقوة الانصياع فالموت من امام الجيش وفي ظل هذا الظرف تعلم الصحابة ان يصدعوا بالعدل وان يقولو لعمر في اول يوم تولي فيه الخلافه ان ملت هكذا عدلناك بالسيف هكذا ..!


٢- الشجاعة:
يكاد يكون ﷺ ان يكون اسطورة في الشجاعة لولا ان الكتب قيدة مواقفه ففي ليلة ظلماء في يوم لم يكتمل فيه القمر وفي المدينة المنورة ليلاً في سنة ٥٨٢ وبين حرات المدينة المنورة السوداء جلجل صوت عالٍ في المدينة كلها فخرج الناس هلعين خوفاً من اهم قد هوجموا او غدر بهم وبينما هم كذلك اذا بالفارس يقبل عليهم رافعاً سيفه يصيح بهم : لم تراعوا لم تراعوا ..
ففي الوقت الذي يفكر فيه الناس من يذهب من الشجاع الذي سيستقصي الامر ويعود اليهم بالخبر فإذا به ﷺ قد اقبل ليخبرهم ويطمئنهم انهم لم يراعوا ...
وعلينا ان لا ننسى قول علي رضي الله عنه الذي قاتل الجيوش بعده في ايام الفتن المتلاطمة فقد قال: كنا اذا احتدم البأس ولقي القوم القوم إتقينا برسول الله فما يكون منا احد ادنى من القوم منه

انها شهادة مزلزلة من شجاع رفع اللواء في خيبر وقاد الجيوش وصرع الاقوياء في غزوة الاحزاب مبارزة وهنا يظهر لنا مدى شجاعة الرسول محمد كيف لا والموت علة الجبناء لا يهاب منه فهو طريقة الي لقاء ربه ؟

٣- التجديد :
ولعمري لم تكن خلوة الحبيب ﷺ عشر سنوات سوى في تأمل وتجدد وتفكر كيف لا وهو صاحب اسمى فكرة ورسالة في الأرض وهو رسالة/ لا إله إلا الله ..
وان اول مرساة القى بها رسول الله ﷺ علي شواطئ الابداع في المدينة المنورة هي ركيزة كل ابداع وشعلة كل عمل مبهر فلقد اسس رسول الله بادئ ذي بد الحرية ...
نعم الحرية التي لا تضر الانسان في دنياه واخرته فقد اسس لها رسول الله ثم اردف ثانياً بالمعرفة فلقد حث عليها ايما حث واطلق سراح اسري الحروب لسبب انهم علمو ابناء المدينة الكتابة والقراءة ولقد ازاح رسول الله كل عمل يقتل الابداع من نبذ كل تراث يقتله وكل صفة تعطله كالكبر والخيلاء ولقد حث ثالثاً علي انتاج ادوات وافكار واشخاص ابدعوا ايما ابداع كيف لا وقد ربى وسول الله اصحابه وشاورهم يوم كان كسرى يأمر والقيصر يبطش والعرب تتبع بالقوة ولقد اسس رسول الله قواعد عظيمة نأخذ منها ماخفي علي الجمهور فقد قال ﷺ : «مَنْ سَنَّ فِي الإسلام سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِها بعْدَهُ كُتِب لَه مثْلُ أَجْر من عَمِلَ بِهَا وَلا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، ومَنْ سَنَّ فِي الإسلام سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وزر من عَمِلَ بِهَا ولا يَنْقُصُ من أَوْزَارهِمْ شَيْءٌ» [رواه مسلم].


هنا وفي ختام هذا الحديث اسس رسول الله قاعدة مطردة لتكون مرجعاً في كل تفكير ابداعي يستمر في تقديم الخير لناس في اتجاه تطوير الوسائل والاساليب وهنا فكرة ابداعيه من حيث حث المسلمين علي الابداع وايضاً لهذا الحديث تأثير مستقبلي بحيث يبحث الناس عن الابداع والاجتهاد طلباً في الاجر
ولم ينسى الحبيب ان يؤثر علي اصحابه عن طريق التحفيز ليلهب عقولهم ويؤصل الخير في نفوسهم فقد قال : " أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبيّ، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. "
وهذا لعمري تأصيل للخير والاجتهاد في نفوس اصحابه


ولقد كان من ابداعه ﷺ انه كان بديع الاجابة يحكي في جملة ما تعجز الصحائف عن نقله فلقد سؤل رسول الله مالبر ؟ ومالإثم ؟

قف وإسأل نفسك وحاول الإجابة ..
هل سوف تؤلف كتاباً فلسفياً ام مقالةً توجز فيها نقاطاً سريعة عن الخير والشر ؟
لقد اوجز رسول الله ذلك وقال" البر حُسن الخلق والإثم ماحاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس "

نعم فبمقتضى الكلمات التي عَلمها الله لأبينا آدم وبمقتضى الفطرة والروح ستعرف الخير والشر ستعرف في صدرك الا ان تكون متسخ الروح قد مالت بك الدنياً ميلتها وتكدس الران علي قلبك حتى بات لا يعرف الحق من الصواب ..
ثم بعد ذلك نعود لجلسات العصف الذهني التي استعمها رسول الله عدة مرات مع اصحابه ولقد تمخضت عن تلك الجلسات افكار عظيمه وهذا يدل علي حسن قيادة الجلسة وحسن الابداع فيها  ..




٥-ان يكون واثقاً من نفسه موثوق منه"قدوة" :
كيف لا يكون محل ثقةٍ واغنام قريش عنده وهم اعداء له كيف لا يكون واثقاً من نفسه ولقد عمل ٢٠ عاماً قبل ان يحقق اهدافه نعم عشرون عاماً من الجهاد والصبر والنضال وإن بذل عشرون عاماً من الجهاد وتخطي مواقف عصيبه كموقف الحروب وموقف الدعوة لتصدع بثقة تتكسر لها الصخور الصماء ولقد فعلها رسول الله حين القى بقوته علي صخرة كبيرة في خندق المدينة وفي شدة وحرب وخوف وجوع ورعب وقال بصوت عال: الله اكبر فُتحت المدائن ،ثم ضرب اخرى وصاح : الله اكبر فتحت القسطنطينية 


اي ثقة واي عزيمة يفجرها رسول الله في مدينته الفقيرة وهو محاصر في حالة حرب ويقول هذا نعم فلقد كلم نبياً وكان قائدَ .


واخرى واخريات وصفات جليلة لا تنتهي فلقد كان يعود الاعرابي الي قومة مسلماً فيقول : لقد جئت من احسن الناس فيحدثهم بخلقه فيسلمو بسبب خلقه لذا لا غبار ولا مطعن علي اخلاق رسول الله فلقد كان احسن الناس اخلاقااً




ثانياً مدى أثر القائد في حياة البشر:
هنا تتفجر الأسئلة :
-ماذا قدم القائد للمجموعة ؟
-وماذا غير ؟ وماهي النقلة النوعية التي استطاع القائد سبكها ؟
-الي اي مدى كانت قدرته علي التحكم بالأحداث الجارية ؟
-مالوسائل الإستراتيجيه التي وضعها ؟


والكثير الكثير من الاسئلة والان لنأخذ بعض ابرز النقاط واهمها في حياة الرسول كقائد أثر في حياة البشرية ..
ولنرى مالخطوات والتراتيب التي عمل بها محمد ﷺ :

١- التخطيط :
كان ﷺ مخطط عظيماً فقد أسس الأسس وارسى القواعد ورتب الأمور ووضعها في نصابها فل نأخذ بعض الافعال الإستراتيجيه لحياة الرسول ﷺ :
اولاً  : عند قدومه الى المدينة بالضبط حال وصله وخلال يومين ليؤسس الدولة المسلمة كان له بعد استراتيجي عظيم فقد عمد اولاً الى إرساء القصر السياسي والجامع الروحي في مكان واحد هو المسجد النبوي نعم فهذا المكان المسجد هو مرآة إسلامية اول من اسس لها هو محمد لقد كانت هذه الخطوة هي اعظم عمل استراتيجي وسياسي لإنشاء الدولة ففيها يجمع الناس وفيها تستقبل الوفود ومنها تنطلق الخيول الى الغزو ومنها تلقى الكلمات السياسية والمواعظ والأحكام ففيه يحكم بين الناس فلا يوجد اقوى من هكذا فكرة وهي ان يمون المسجد أول بناء أنشئ بعد قدومه وبأمر منه

 
ثانياً : الإخاء بين المهاجرين والأنصار لقد كان يعلم رسول الله ﷺ ان انطلاق اي دولة يكمن اولا في تماسك مجتمعها فالمجتمعات المنهاره ضعيفة لذا عمد اولاً على المستوي البشري الي تأسيس جو إخاء بين الأنصار انفسهم وبين المهاجرين والانصار حتى بلغ تأثير هذا القائد العظيم على الانصار انهم قاسمو المهاجرين اموالهم وبيتهم وهنا ينطلق التسائل اي عظمة قيادية مؤثرة جعلت النفس البشرية التي تحب المال ان تقسمه الي نصغين بينه وبين مهاجر ..!




ثالثاً : التغيير الثقافي :

مع الهجره النبويه تكمن نقطة التحول الإسلامي فهناك تحول ثقافي حضاري إنساني فحتى علي مستوي النصوص يفرق المفسرون بين النص المكي والمدني اي مابعد الهجرة وماقبلها فالنصوص المدنية تتحدث عن القضايا المدينة والفقهية وتؤسس التشريعات الحياتيه اما المكية فكانت ترتكز علي غرس العقيدة وتثبيت المؤمنين لمواجهة بطش قريش وحتى من قبل الحجج العقليه هناك اختلاف واضح ففي مكة كانت مع المشركين وعبدة الاصنام وملحدين بشكل ما وقد حاربت الموروث العقدي الفاسد لترسخ مكانت عقيدة التوحيد والجنة والنار والبعث ...

اما المدنية فإختلفت طبيعة التحدي فقد برز اهل الكتاب لذا ترجي الرد عليهم وتفنيد عائدهم وبيان أخطائهم .. وبين هنا وهناك برزت لنا قدرات الرسول ﷺ القيادية لنرى التاغم وحسن التدبير والادارة في كل من الحالتين

رابعاً ترقيع المعاهدات مع اليهود وبين سكان المدينة المنورة فهذه الوثيقة التي تعد مرجعاً تبين
نصوصها على المفاهيم المدنية والعقد السياسي الإنساني الذي تتأسس عليه السلطة الإسلامية، وعلى ضمان الحقوق الدينية والمدنية للطوائف والأديان المختلفة الأخرى،  وفي الوقت نفسه على الواجبات الوطنية التي يشترك فيها الجميع مسلمين وغير مسلمين.

هي وثيقة تؤسس لفقه سياسي إسلامي متطور يتجاوز كثيراً من المقولات الجامدة عن الدولة الإسلامية، التي أرادت أن تختزلها في سياق أيديولوجي، وكأنّها دولة دينية، نصوصية، وظيفتها التطبيق الإلزامي للدين، وتطبيق الحدود الشرعية، وفق قراءات فقهية محددة.

فالدولة الإسلامية هي إنسانية تعاقدية مدنية بالأساس، تقوم على التوافق والاتفاق، وعلى احترام الحقوق والحريات، وتعزيز الجوامع الوطنية والأخلاقية في العلاقة بين المواطنين والشركاء، فهي دولة المواطنة والوثيقة والقانون الحاكم على الجميع.

الملحوظة الأخيرة الخاطفة، في هذا المقام، ترتبط باستخدام السلاح والقوة، إذ أبيح ذلك بعد الهجرة وحظر قبلها، كما ورد في الآية الكريمة "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم لقدير"، والدلالة الرئيسة في ذلك أنّ السلاح يرتبط بالمفهوم الإسلامي بالسلطة والدولة ووظيفتها، مع خصوصية الحالة الإسلامية التي تمثل بوجود وظيفة دينية عقدية للدولة.

بالرغم من الاضطهاد والتعذيب والعنف الذي تعرّضت له الجماعة المسلمة في مكة لم يسمح لهم الشرع باستخدام السلاح. لكن مع الهجرة النبوية أصبحت الدولة هي صاحبة الحق الحصري في استخدام السلاح واستعماله.

حتى في حروب الردة، فلم يكن السبب في وقوعها مجرد الخروج من الإسلام أو تغيير المعتقد، كما يذهب تيار كبير، بل هي وفقاً لرأي فقهاء معتبرين، كالقرضاوي وطه جابر علواني، مرتبطة بالخروج على الدولة الإسلامية وتهديد الأمن ورفع يد الطاعة ونقد العقد السياسي القائم، ما كان يهدد السلم الداخلي ووحدة الدولة الجديدة.

في المحصلة، الهجرة كانت قناة لعبور الدعوة الإسلامية إلى الإقليم ثم إلى العالم، وأسست لبداية التاريخ لأهميتها باعتبارها مرحلة الانطلاق من البعد المحلي إلى البعد الإقليمي والدولي وتكريس أبعاد الرسالة الإنسانية للدعوة الإسلامية *


٢- التنظيم : وهي قدرة قيادية عظيمة وقد رأينا قبس منها في القطعة السابقة



٣- رسالة محمد :
رسالة الرسول محمد هي الاسلام فقد كانت رسالة عظيمة جليله لان فيها مايغير الطباع ويحارب الموروث الشركي لدى الناس ولقد حقها رسول الله بأمتياز فقد ترك جيلاً مسلماً مستمسكاً بالسنة وكتاب ربه 

٤- رؤيته:
كانت رؤيته نحو زرع كلمة التوحيد في اصحابه
وتحرير مكة وقد حققها رسول الله وزيادة فقلد بايعته العرب علي السمع والطاعة



٥- النجاح :
السؤال الأكثر حساسية في سيرة الابطال هي ما مدى نجاحه ؟ نقول لنجيب علي هذا السؤال اننا نقسم النجاحات رسول الله:

أ- فهم ماحولة :
هل إستطاع الرسول ﷺ فهم ماحوله ؟
وتسخير جميع قدراته وامكاناته لتخطي التحديات التي تحيط به ؟
نقول نعم فبقدراته وبوحي من الله وتوفيق منه استطاع محمد ﷺ ان يوظف جميع الامكانيات الصالحه فقد ارسل النعمان في غزوة الاحزاب كجاسوس وعميل ولقد ارسل مصعب ابن عمير كأول سفير في الاسلام ولقد ناظر اليهود وحاجهم حتى اسلم من اعلامهم نفر كان ابرزهم عبدالله بن سلام ولقد اشار الي إمارة ابي بكر بعدها ولقد ارسل زيد الي تعلم العبريه وكتاب اليهود وارسل سعد الي اليمن وارسل ابو عبيدة الي نجران وكل هؤلاء استطاعو ان يحققوا في مهامهم التي أوكلت اليهم نجاحات عظيمه وهذا يدل علي قدرته القائد محمد وعلي قدرت توظيف الطاقات المواجده معه


ب ـ القدرة على التأثير :
هل استطاع محمد ﷺ ان يؤثر علي أصحابه ؟
اقول استطاع ان يرثر علي اصحابه بل ويبدل منظومات افكارهم بالكامل فلقد اسعمل في ذلك شتى الوسائل من تدرج والمنع والحكمة والموعظه والقوة واللين والتلميح والحجه والتحدي ولم اعرف قدرة مؤثرةً لم يتناولها رسول الله فلصد كان قدوةً وكان بليغاً يعرف اين يتحدث واين ينصت ولقد كان متواضعاً محبوباً فلقد كان الكثير من الاشخاص ان يسلموا علي يده ويصدقوه لحين خلقه ولقد كان يستعمل لغة الجسد فكم من حديث ختمه بإشارة بيديه ؟

والان مازالت تخلق الكتب حول الاسلام ويتجاذل حولها ولولا الله ثم رسوله محمد لماخرج نور الاسلام الي الارض فأفكار محمد الذي ولد قبل ١٤٥٠ عام كقائد عظيم مازالت حية وهو كقدوة لم يزل شامخاً يحتذى به



ج- التحفيز : لقد كلن رسول الله ﷺ استاذاً في ذلك فأليس هو من قال " تفائلو بالخير تجدوه" 
ولقد خدم انس ابن مالك ١٠ سنوات يقول انس : والله ماعابني وما زجرني رسول الله قط وما قال لما عملت ذلك يا انس 

وهنا يتبين انا مدى مراعات الرسول ﷺ لمولاه وترك له قدراً من الحرية في بعض الامور من غير يعود له



ومن صور تحفيز رسول الله انه كان يرسم الصور الحية لأصحابه فيصف الجنة والنار ولقد كان يصف فتح الروم وفارس ويلهب مشاعرهم ليحفزهم علي العمل والإجتهاد
حتى لإن المسلم يقبل علي الموت اقباله علي الحياة ففي بدر القى الصاحبي التمرات اللاتي في يده ليقول :بخبخ انها لحياة طويلة قبل ان اكون شهيداً وهنا اندفاع كان مشعله رسول الله استاذ التحفيز 

وحتى حين دخل مكة منتصراً علي اهلها عفى عنهم بعد ان حاربوه ٢٠ سنة ثم امر بدار ابو سفيان وقال من دخل دار ابو سفيان فهو امن ..
اليس في ذلك تحفيز للقلوب ؟
واكرام لها ؟
وبالتالي ليقبل الجميع علي الاسلام بقوة ، وكذلك فعل مع الاعراب ومع حديثي العهد بالاسلام فلقد كان يكرمهم بالاعطيات والاموال فصلى الله وسلم علي نبي الهدى 




٦- القدرة علي التحكم في الاحداث من خلال الحضور ومعرفة الاوضاع التي تهم المجموعه داخلياً وخارجياً :
لم يكن محمد بن عبدالله كسرى ولا قيصر ولم يكن ملكاً تلفه حاشيه بل كان منغمساً في المدينة عالماً بأحوالها حتى ان ابا سفيان خطط لإغتيال الرسول فلقد ارسل اعرابياً الي المدينة ليغتال محمد ﷺ وقد قال للاعرابي انه يمشي في اسواق المدينة وحيداً ..
وقد قدم الاعرابي طالباً له فكفا الله نبيه شر الاعرابي وكشف امره فقبل ان يفعل فعلته وعند دخوله المسجد اشار اليه ﷺ انه لم يأتي بخير بل جاء بشر ففتش ووجد الخنجر معه وقد سُم ..
وايضاً يوصح ذلك لما قوله تعالى { وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.. }

فهنا ذمه اهدائه وطعنوا من حيث لا مطعن فهم لم يعرفوا سوى الملك والنادي والموكب ولم يخيل لهم رسول ببساطة محمد وعظمته الا ان هذا من اسرار نجاحه القيادي 

اما قدرته علي التحكم فنحن نعرف ان الانعطاف التاريخي للعرب خاصة وللعالم عامة كانت حين بدأ النبي بعثته وهناك وفي اليوم الذي بعث فيه ﷺ بدأ يستلم زمام الاحداث بشكل متصاعد الي ان انطلق المسلمين ليمسكو بزمام العالم من بعده 







ﺛﺎﻟﺜﺎً : ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻣﻦ الأحداث ﻭﻃﺮﻳﻖة تعامله معها :
هنا ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ؟
هنا ﺗﻜﻤﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﺍﻟﻘﻴﺎﺩﺓ ؟
ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺑﺎﻟﻔﻄﺮﺓ ﺑﺎﻟﺒﺪﻳﻬﺔ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ
 

ﻗﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﺉ :
ﻫﻲ ﺁﺧﺮ ﻧﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ , ﻭﻫﻲ ﻣﻦ ﺃﺑﺪﻉ ﻣﺎ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ في ﻗﻴﺎﺩﺗﻪ .
ﻓﻔﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺣﻨﻴﻦ ﺍﺣﺘﺸﺪ ١٢ ﺃﻟﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﻏﺰﻭ ﻫﻮﺍزﻥ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ ﻭﻟﻘﺪ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺇﻟﻰ ﺣﻨﻴﻦ ﺣﺼﻞ ﻣﺎﻟﻢ ﻳﺤﻤﺪ ﻋﻘﺒﺎﻩ ﻓﻘﺪ ﺗﻤﺮﻛﺰﺕ ﻫﻮﺍﺯﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺒﺎﻝ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﻭﺇﺳﺘﺮﺍﺣة ﻭﻟﻜﻦ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺗﺄﺧﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﻋﺪﺩﻫﻢ ﻭﺧﻄﺄ ﺁﺧﺮ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺪﻓﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﺴﺒﻮﺍ ﺣﺴﺎﺏ الكمائن  ﻓﻘﺪ  اعجبتهم كثرتهم ﻭﻓﻲ ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺩﺧﻮﻟﻬﻢ ﺗﻄﺎﻳﺮة ﺍﻟﺴﻬﺎﻡ ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻭﺗﺮﺍﺷﻘﺖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻭﺃﻫﺘﺰ ﺟﻴﺶ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺗﺮﺍﺟﻌﺖ ﺍﻟﺨﻴﻮﻝ ﻭﺗﺮﺍﺟﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻭﻟﻜﻦ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ , ﺛﺒﺖ ﻭﻋﺮﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺪﻭ ﻭﺟﺎﺑﻬﻬﻢ ﻛﻲ ﻳﺜﺒﺖ ﺍﻟﻤﻘﺎﺗﻠﻮﻥ ﻟﺜﺒﺎﺕ ﻗﺎﺋﺪﻫﻢ , ﺛﻢ ﺻﺎﺡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ( ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻻ ﻛﺬﺏ , ﺃﻧﺎ ﺍﺑﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﻄﻠﺐ ,ﺃﻧﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻻ ﻛﺬﺏ .... )  , ﺻﺎﺡ ﺑﻌﺰﺓ ﻭﺛﺒﺎﺕ , ﺻﺎﺡ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﻭﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻠﺨﻄﺮ , ﺃﻱ ﺗﻤﻴﺰ ﻭﺃﻱ دهاء ﻭﺃﻱ ﺷﺠﺎﻋﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ؟
 , ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻑ ﻟﻠﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﺋﻼً ﻟﻪ : " ﻧﺎﺩﻱ ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ " , ﻓﺼﺎﺡ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ : " ﻳﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻳﺎ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ , ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﺒﻴﻜﻢ " ﺛﻢ ﺃﺭﺩﻑ ﻟﻌﻤﻪ ﺃﻥ ﻳﺼﻴﺢ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ , ﺛﻢ ﺍﺭﺩﻑ ﻟﻴﻨﺎﺩﻱ ﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻣﻦ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ , ﻓﻤﺎﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻞ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺸﺠﺮﺓ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺨﺰﺭﺝ ﻭﺑﻨﻲ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ؟ ﻓﻠﻘﺪ ﻭﺍﻟﻠﻪ اشتدة ﺑﻬﻢ ﺍﻟﺤﻤﻴﺔ ﻭﺗﻬﺎﻭﻥ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻓﻲ ﻧﻔﻮﺳﻬﻢ ﻭﻋﺎﺩﻭﺍ بأسد من ما ﻫﺮﺑﻮﺍ ﻣﻨﻪ ﻓﻮﺛﺐ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻳﻘﺎﺗﻞ ﻓﺈﻧﺘﻈﻢ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ الهارب ثم ﻏﻠﺐ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ .
 
ﺃﻳﻦ ﺍﻟﻘادة من هذا ﺍﻟﺜﺒﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻨﻜﺔ ؟
اين التاريخ وهل قد سطر مثل هذا الموقف ؟
ﻟﻌﻤﺮﻱ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺍﻧﻪ ﻟﺸﺊ ﻋﺠﺎﺏ ..
ﻭﻳﻜﻤﻞ هذا ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﻏﺰﻭﺓ ﺣﻨﻴﻦ ﺣﻴﻦ ﻭﺯﻉ ﺍﻟﻐﻨﺎﺋﻢ ﻭﺧﻄﺐ ﻓﻲ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ , ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺧﻄﺒﺔ ﻭﻣﻮﻗﻒ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﻣﺎ ﺳﻄﺮﻩ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ , ﻓﻠﻘﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻛﺴﺐ ﻗﻠﻮﺏ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭ ﺑﺨﻄﺒﺘﻪ ﻭﻣﻮﻗﻔﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ .
ﻭﻧﺬﻛﺮ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﻣﻊ ﺑﻨﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻌﺪ ﻏﺰﻭﺓ ﺣﻨﻴﻦ ﻓﻠﻘﺪ ﺳﺒﻰ ﺑﻌﺾ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﻓﺄﺭﺳﻞ ﺑﻨﻲ ﺑﻜﺮ ﺃﺧﺖ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ( ﺷﻴﻤﺎﺀ ) ﺃﺧﺘﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎﻉ , ﻓﺒﺴﻂ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺭﺩﺍﺀﻩ ﻟﻬﺎ ﻛﻲ ﺗﺠﻠﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻘﺪ ﺃﻛﺮﻣﻬﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﻋﻄﺎﻫﺎ ﺧﻴﺮﺍً ﺟﺰﻳﻼ , ﺛﻢ ﺟﺎﺀ ﺑﻨﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﺴﺘﺸﻔﻌﻮﺍ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﺑﺤﻖ ﺃﺧﺘﻪ ﺷﻴﻤﺎﺀ ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ؟
ﺧﻴﺮﻫﻢ ﺑﻴﻦ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ ﻫﺆﻻﺀ ﺃﻡ ﺃﻣﻮﺍﻟﻬﻢ ﻓﺄﺧﺘﺎﺭﻭﺍ ﻧﺴﺎﺋﻬﻢ , ﻓﻘﺎﻝ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ بحكمة ودهاء آتوني ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﺸﻔﻌﻮﺍ ﺃﻥ ﺃﺭﺩ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ ﺛﻢ ﺳﺄﺧﺮﺝ ﻭﺃﻃﻠﻘﻬﻢ ﻭﺃﺳﺘﺸﻔﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺮﻛﻮﺍ ﻧﺴﺎﺋﻜﻢ , ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ , ﻭﻗﺎﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺟﺎﺀﻭﻩ ﻓﺄﺳﺘﺸﻔﻊ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﻓﺘﺮﻛﻮﺍ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺇﻻ جماعة ﻓﺈﺷﺘﺮﻯ ﻣﻨﻬﻢ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺴﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺑﻜﺮ , ﻧﻌﻢ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﻣﺮﺍً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﺃﻭ ﻃﻠﺒﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺇﺳﺘﺮﺩﺍﺩﻩ ﻟﻨﺴﺎﺀ ﺑﻨﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﺬﺓ ﻋﺠﻴﺒﺔ .
ﺛﻢ ﻧﻌﻮﺩ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺷﺒﺎﺏ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﻧﺬﻛﺮ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ , ﻓﺤﻴﻦ ﺑﻨﺎﺀها ﻭﺣﻴﻦ وصلت قريش ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﺍﻷﺳﻮﺩ , ﺇﺧﺘﻠﻒ ﺍﻟﻘﺮﺷﻴﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣﺘﻰ ﻛﺎﺩ ﻳﻨﺸﺐ ﻗﺘﺎﻝ ﻭﻛﻞ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻗﺮﺷﻴﺔ ﺗﺮﻯ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺣﻖ ﺃﻥ ﺗﻀﻊ ﺍﻟﺤﺠﺮ ﻓﺄﺣﺘﻜﻤﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﺍﻷﻣﻴﻦ,  ﻓﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻣﻨﻪ  ؟  
ﻟﻘﺪ ﺣﻜﻢ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎﺀ ﺍلقيادي , ﻓﻠﻘﺪ ﻭﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻮﻉ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻭﺃﺭﺿﺎﻫﻢ , ﻧﻌﻢ ﻓﻠﻘﺪ ﺃﻣﺮ كل رئيس قبيلة ﺃﻥ ﻳﻤﺴﻚ ﺑﻄﺮﻑ الحجر ﻟﻴﻀﻌﻮﻩ ﺳﻮﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ .
 

ﻣﻦ ﻭﺣﻲ ﻗﻴﺎﺩﺓ ﻣﺤﻤﺪ ...
ﺫﻛﺮﻧﺎ ﻣﻮﺍﻗﻒ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻤﺔ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﻃﻬﺮ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺧﺎﺗﻢ ﺍﻟﻤﺮﺳﻠﻴﻦ ﺳﻴﺪ ﺍﻟﻌﺎﺭﻓﻴﻦ ﻭﻭﻟﻲ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ .
ﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻛﺘﺐ ﻗﺪ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﻏﺮﺑﻴﻮﻥ ﻭﺷﺮﻗﻴﻮﻥ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﻋﻦ ﻗﻴﺎﺩﺓ بشكل ﺧﺎﺹ ﻭﺃﺩﻋﻮﻛﻢ ﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﺳﻴﺮﺗﻪ ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﺃﺟﻤﻞ ﺍﻟﺴﻴﺮ , ﻛﻴﻒ ﻻ ﻭﻫﻲ ﺃﻛﻤﻞ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ... وهنا ﺃﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﻲ ﻭﻻ ﺃﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﺷﻮﻗﻲ ﻟﺮﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺣﺒﻲ ﻟﻪ .


المراجع:

الرحيق المختوم
هذا الحبيب يامحب
موقع الدرر السنية
كتاب قيادة محمد
د راغب السرجاني
جمال القرمة
موقع مزمز
مجلة رسالة الخليج